من الأمثلة التي لا تنتهي على الغباء السلفي شبهة على جمل عاري الجسم !

بحار الأنوار ج 22 ص 145 رقم 137 – ط مؤسسة الوفاء ( الكافي : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن غالب ، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل عاري الجسم ، فمر بالنساء فوقف عليهن ثم قال : يا معاشر النساء تصدقن وأطعن أزواجكن ، فإن أكثركن في النار ، فلما سمعن ذلك بكين ثم قامت إليه امرأة منهن : فقالت يا رسول الله ، في النار مع الكفار ؟ والله ما نحن بكفار فنكون من أهل النار ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنكن كافرات بحق أزواجكن ).

فهم السلفية أن عاري الجسم بيان لحال النبي الأعظم وقت الخطبة وأنه وقف وهو عار وهذا في غاية الفساد لأمور عدة نذكر بعض منها :

أولا :الفصل بلا مبرر مع وجود اللبس وهذا قبيح جدا وضعيف لغة وهذا يكفي في نسف الشبهة من أساسها
السلفي جعل عاري منصوبة على الحالية وصاحب الحال هو النبي وقد فصل بين الحال وصاحبه بفواصل عديدة بلا داعي وهو خلاف الأصل . الفاصل الأول : ( يوم النحر ) والفاصل الثاني : ( إلى ظهر المدينة ) ولم يأت بهذا الحال إلا بعد ما يوقع في اللبس وهو ذكر الجمل إذ يمكن أن يكون ( صفة ) للجمل كما لا يخفى بل هو الأولى والأقرب .

والسؤال : لماذا لم يقل خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ عاري الجسم ـ أو خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ يوم النحر عاري الجسم إلى ظهر المدينة أو خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ يوم النحر إلى ظهر المدينة عاري الجسم ؟ فذكر عاري الجسم بعد عبارة على جمل يوقع في اللبس ويضعف من فصاحة المتكلم ؟!

لنرفع عبارة عاري الجسم ونضع مكانها ضخم الجسم أو بني اللون أو سريع الخطا أو مكتنز اللحم ...هل سيبقى الإشكال في ذهنك؟!

ثانيا :
جعل مفردة عاري على أنها وصف للجمل أقرب لفصاحة الكلام ودقته لأنه الأقرب ولأنه لو كانت هذه اللفظة ( عاري الجسم ) راجعة إلى النبي لكان الإخبار بها مقدما على كل تلك الإخبارات السابقة لأنه ليس من الغريب أن يخرج النبي يوم النحر إلى ظهر المدينة على جمل وإنما الغريب (أن يخرج عاريا ) يوم النحر على جمل فلو كانت مرادة وراجعة إلى النبي الأعظم لقدمها في الذكر لغربتها وأهميتها.

هل للجمل ألبسة أم لا عند العرب أم لا ؟
والمراد من عري الجسم أنه خالي من القتب ـ والقتب الأكاف الصغير الذي على قدر سنام البعير وقيل القتب لبعير الحمل والقتب لبعير السانية والجميع أقتاب وقد أقتبت البعير والقتوبة التي تقتب أي يحمل عليها ـ والخالي من الكفل ـ والكفل من مراكب الرجال وهو كساء يعقد طرفاه ثم يلقى مقدمه على الكاهل ومؤخره على عجز البعير ـ أوخالي من الحصار ـ والحصار حقيبة تلقى على البعير ويرفع مؤخرها فيجعل كآخرة الرحل ويحشي مقدمها فيكون كقادمته وقيل هو كساء يطرح على ظهره يكتفل به ـ والخالي من الأحداج الحدج والحداجة وجمعها حدائج صاحب العين حدجت البعير أحدجه حدجاً وحداجاً وأحدجته شددت عليه الحدج وسقته والعكمان عدلان يشدان على جانبي الهودج بثوب والخالي من السنيف ـالسنيف فثوب يشد على كتف البعير والجمع سنف ). والخالي من المركاخ ـ والمِرْكَاحُ من الرِّحَال: الذي يَتاخَّرُ فيكونُ مَرْكَبُ الرَّجُلِ فيه على آخِرَةِ الرَّحْلِ .الخلاصة : أي غير مرحل وليس له راحلة ـ رحل الرَّحْلُ مَرْكَبٌ للبَعِيرِ، والرِّحَالَةُ نَحْوُه. وهو السَّرْجُ أيضاً. والرّاحِلَةُ المَرْكَبُ من الإبِلِ.وغيرها من ملابس الجمل الكثيرة جدا والتي ذكرتها كتب المعجم وللوقوف على هذا بسهولة جدا مراجعة كتب معاجم المعاني كالمخصص .

نفس الحديث فقط اختلف الحيوان المركوب أهو الجمل أم فرس أو حمار ! والحديث شرح معني عري وعريان !
صحيح البخاري الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق عدد الأجزاء : 6 مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغا- (ج 3 / ص 1052) ح2711 - حدثنا عمرو بن عون حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : استقبلهم النبي صلى الله عليه و سلم على فرس عري ما عليه سرج في عنقه سيف ) و- (ج 3 / ص 1065) ح2751 - و(ج 3 / ص 1106) ح2875

صحيح مسلم المؤلف الناشر : دار الجيل بيروت + دار الأفاق الجديدة ـ بيروت الطبعة : عدد الأجزاء : ثمانية أحزاء في أربع مجلدات - (ج 4 / ص 43) ح3010 - وَحَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ أَتَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَزَادَ فِى الْحَدِيثِ وَكَانَتِ الْعَرَبُ يَدْفَعُ بِهِمْ أَبُو سَيَّارَةَ عَلَى حِمَارٍ عُرْىٍ فَلَمَّا أَجَازَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ بِالْمَشْعَرِ الْحَرَامِ. لَمْ تَشُكَّ قُرَيْشٌ أَنَّهُ سَيَقْتَصِرُ عَلَيْهِ وَيَكُونُ مَنْزِلُهُ ثَمَّ فَأَجَازَ وَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ حَتَّى أَتَى عَرَفَاتٍ فَنَزَلَ).

ولو جرينا مع العقل السلفي في فهم النصوص لكان النبي الأعظم عاريا عندهم في كل هذه الموارد ..وهذه الموارد مجرد نماذج
المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود المؤلف: محمود محمد خطاب السبكي عني بتحقيقه وتصحيحه: أمين محمود محمد خطاب (مِن بعد الجزء 6) الناشر: مطبعة الاستقامة، القاهرة – مصر الطبعة: الأولى (9/ 9) ( وما في رواية مسلم عن مالك بن مغول عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: أتي النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بفرس معروري فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح. ومعروري بضم الميم وسكون المهملة وفتح الراء ‌أي ‌عريانًا ليس عليه شيء).

مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح المؤلف: علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري (ت 1014هـ) الناشر: دار الفكر، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى، (9/ 3804)ح5905 - (وَعَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَزِعُوا) : بِكَسْرِ الزَّايِ، أَيْ: خَافُوا مِنْ مَأْتَى الْعَدُوِّ مَرَّةً (فَرَكِبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا) ، ‌أَيْ: ‌عُرْيَانًا (لِأَبِي طَلْحَةَ بَطِيئًا)

إذا تابعنا العقل السلفي فسيكون النبي الأعظم هو الذي تعرى في كل هذه الأمثلة وهذا لم يقل به عاقل كما لا يخفى ونحن لا نعتب على الوهابية فهو مفلس ولذا يتعلق بالطحلب فيزداد غرقا من فرط حمقه
المحيط البرهاني في الفقه النعماني: فقه الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه المؤلف: برهان الدين أبو المعالي محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن مَازَةَ البخاري الحنفي (ت 616 هـ) المحقق: عبد الكريم سامي الجندي الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى (6/ 319)( وهذا القائل يفرق بين الحمار والجارية، والغلام والجارية، والغلام إذا بيع ليس عليه ثياب يدخل ثياب مثله في العقد؛ لأن الغلام والجارية لا يباعان عرياناً عادة بخلاف الحمار، فإنه ‌يباع ‌عرياناً عادة كما يباع مع البردعة والإكاف).

السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون المؤلف: علي بن إبراهيم بن أحمد الحلبي، أبو الفرج، نور الدين ابن برهان الدين (ت 1044هـ) الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الثانية (2/ 442) ( ركب حمارا ‌وهو ‌اليعفور ‌عريانا، والناس حوله قد لبسوا السلاح وركبوا الخيل، وهم ثلاثة آلاف).

الممتع في شرح المقنع تصنيف: زين الدين المُنَجَّى بن عثمان بن أسعد ابن المنجى التنوخي الحنبلي (631 - 695 هـ) دراسة وتحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش الطبعة: الثالثة، 1424 هـ - 2003 م يُطلب من: مكتبة الأسدي - مكة المكرمة (1/ 231)( ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركب الحمار والبغل. و «ركب يومًا حمارًا مُعْرَوْرَى في الحر» (2) ‌أي ‌عريانًا. ذكره البخاري) و(1/ 225) ( حديث جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حمارا مُعْرَوْرَى، ‌أي ‌عريانا)

فقه السيرة النبوية المؤلف: منير محمد الغضبان (ت 1435هـ) الناشر: جامعة أم القرى الطبعة: الثانية (ص696) ( وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (ص) من أجمل الناس، وأجود الناس وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة مرة. فركب فرسا ‌لأبي ‌طلحة ‌عريانا ثم رجع وهو يقول: ((لن تراعوا لن تراعوا))) ثم قال: ((إنا وجدناه بحرا) وفي الهامش ( البخارى 10/ 381 في الأدب و (2307) عند مسلم في الفضائل.).

شرح سنن أبي داود المؤلف: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسين بن علي بن رسلان المقدسي الرملي الشافعي (ت 844 هـ) تحقيق: عدد من الباحثين بدار الفلاح بإشراف خالد الرباط الناشر: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، الفيوم – مصر الطبعة: الأولى (3/ 683) (كما ركب صلى الله عليه وسلم فرسًا ‌لأبي ‌طلحة ‌عريانًا).

الفروسية المحمدية [آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (11)] المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (691 - 751) المحقق: زائد بن أحمد النشيري راجعه: سليمان بن عبد الله العمير - علي بن محمد العمران الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت) الطبعة: الرابعة (ص85) ( وأما‌‌ ‌ركوبه ‌الفرس ‌عُريانًا، وتقلده بالسيف) ففي "الصحيحين...).

تراجم الأوائل والخلفاء (الأعلام الصغرى) [اسم الكتاب من اختيار المحقق] المؤلف: خير الدين الزركلي راجعه وقدم له: د. محمد سلمان الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة – مصر (ص27) ( قال أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشجع الناس وأسمح الناس، وأحسن الناس، ‌وقع ‌في ‌المدينة ‌فزع فركب فرسا عريا، فسبق الناس إليه وهو يقول: أيها الناس لم تراعوا لم تراعوا).

الموافقيات التساعيات للدمياطي المؤلف: عبد المؤمن بن خلف الدمياطيّ، أبو محمد، شرف الدين الشافعي (ت 705هـ) [الكتاب مرقم آليا](ص4 بترقيم الشاملة آليا) ( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‌‌ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ كَفًّا، وَأَشْجَعَ النَّاسِ قَلْبًا ، وَقَدْ فُزِّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَرَكِبَ فَرَسًا ‌لأَبِي ‌طَلْحَةَ ‌عُرْيَانًا ثُمَّ رَجِعَ، وَهُوَ يَقُولُ: لَمْ تُرَاعُوا، لَمْ تُرَاعُوا قَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا).

المبسوط المؤلف: محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي (ت 483 هـ) باشر تصحيحه: جمع من أفاضل العلماء الناشر: مطبعة السعادة – مصر وصوّرَتها: دار المعرفة - بيروت، لبنان (9/ 13) ( وإن ‌ركب ‌دابة ‌عريانا أو بسرج أو إكاف حنث ).
المعجم الأوسط المؤلف : أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415 تحقيق : طارق بن عوض الله بن محمد ،عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني عدد الأجزاء : 10- (ج 9 / ص 56) ح 9116 - حدثنا مسعدة بن سعد ثنا إبراهيم بن المنذر نا معن بن عيسى ثنا فائد مولى عبادل عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أن النبي صلى الله عليه و سلم غدا إلى بني قريظة على حمار عري يقال له يعفور لا يروى هذا الحديث عن أبي رافع إلا بهذا الإسناد تفرد به إبراهيم بن المنذر).
مختار الصحاح [ جزء 1 - صفحة 467 ] ( وفرس عُرْيٌ ليس عليه سرج )

فائدة لغوية :
وفيما أعلم أن للجمل وهو عاري الجسم أكثر من ألف اسم وله مع ما عليه أكثر من خمسة آلاف اسم في العربية.


فائدة نحوية :
لفظة ( عاري ) اسم منقوص لا تظهر عليه الحركات فلا دليل على رفع هذا الوصف أو جره .
وهذا أيضا يكفي في أفساد المدعى لأن يجعله مشكوكا والأقرب أنه يكون للجمل لأنه الأقرب ...لكن العناد الوهابي والإفلاس يحملهم على المضحكات المبكيات !

ثالثا :
المفاتيح في شرح المصابيح المؤلف: الحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزَّيْدَانيُّ الكوفي الضَّريرُ الشِّيرازيُّ الحَنَفيُّ المشهورُ بالمُظْهِري تحقيق ودراسة: لجنة مختصة من المحققين بإشراف: نور الدين طالب الناشر: دار النوادر، وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية الطبعة: الأولى (6/ 139)( والعُرْي: مصدرٌ في الأصل وُصف به، ومعنى قوله: "فرس عُرْي": ليس عليه سرج).

شرح صحيح البخارى لابن بطال المؤلف: ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك تحقيق: أبو تميم ياسر بن إبراهيم دار النشر: مكتبة الرشد -السعودية، الرياض الطبعة: الثانية (5/ 70) باب رُكُوبِ الْفَرَسِ الْعُرْىِ ح 722 / فيه: أَنَس، اسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِىُّ، (صلى الله عليه وسلم) ، عَلَى فَرَسٍ عُرْىٍ، مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، وَفِى عُنُقِهِ سَيْفٌ. ركوب الفرس العرى من باب التواضع، وفيه رياضة وتدرب للفروسية، ولا يفعله إلا من أحكم الركوب، فقه ذلك أنه يجب على الفارس أن يتعاهد صنعته ويروض طباعه عليها لئلا يثقل إذا احتاج إلى نفسه عند الشدائد )

فتح الباري شرح صحيح البخاري المؤلف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي الناشر: دار المعرفة - بيروت (6/ 70) ( وَفِيهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ التَّوَاضُعِ وَالْفُرُوسِيَّةِ الْبَالِغَةِ فَإِنَّ الرُّكُوبَ الْمَذْكُورَ لَا يَفْعَلُهُ إِلَّا مَنْ أَحْكَمَ الرُّكُوبَ وَأَدْمَنَ عَلَى الْفُرُوسِيَّةِ )

شرح سنن ابن ماجة المسمى «مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه والقول المكتفى على سنن المصطفى» المؤلف: محمد الأمين بن عبد الله بن يوسف بن حسن الأُرمي العَلًوي الأثيوبي الهَرَري الكري البُوَيطي مراجعة لجنة من العلماء برئاسة: الأستاذ الدكتور هاشم محمد علي حسين مهدي الناشر: دار المنهاج، المملكة العربية السعودية – جدة الطبعة: الأولى (16/ 192) ( والفرس العري: الذي لا سرج عليه، يقال: فرس عري )

التوضيح لشرح الجامع الصحيح المؤلف: ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري المحقق: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث الناشر: دار النوادر، دمشق – سوريا الطبعة: الأولى (28/ 352) ( وقوله: (على فرس عُري) هو بضم العين وإسكان الراء وتخفيف الياء على زنة فُعْل كذا في "الصحاح" وابن فارس . قال ابن التين: وقرأناه بكسر الراء وتخفيف الياء. وقوله: (ما عليه سرج) أتى به على طريق البيان؛ لأن قوله: (عُرْيٍ) معناه: لا سرج عليه.وفيه: دلالة على طهارة عرق الفرس ).

أنه صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى ظهر المدينة وهي مسافة بعيدة نوعا ما يحتاج فيها الذاهب إليها إلى دابة مريحة عليها قتب ونحو ذلك ولما لم يكن ذلك كان هذا التعبير ـ ( عاري الجسم )
أحكام القرآن لابن العربي - (ج 1 / ص 269) ( وَرَوَى مُسْلِمٌ { أَنَّ قُبَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ ، فَنَزَلَ بِهَا حَتَّى إذَا زَاغَتْ الشَّمْسُ خَرَجَ ، فَرُحِلَتْ لَهُ ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي فَخَطَبَ النَّاسَ .الْحَدِيثَ }والجامع الصحيح المسمى صحيح مسلم المؤلف : أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري المحقق :الناشر : دار الجيل بيروت + دار الأفاق الجديدة ـ بيروت الطبعة :عدد الأجزاء : ثمانية أحزاء في أربع مجلدات - (ج 4 / ص 39)ح3009 والجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم - (ج 2 / ص 277)وصحيح ابن خزيمة المؤلف : محمد بن إسحاق بن خزيمة أبو بكر السلمي النيسابوري الناشر : المكتب الإسلامي - بيروت ، 1390 – 1970 تحقيق : د. محمد مصطفى الأعظمي عدد الأجزاء : 4 الأحاديث مذيلة بأحكام الأعظمي والألباني عليها [ جزء 4 - صفحة 251 ]ح 2809 ( ثنا محمد بن الوليد ثنا يزيد و ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال : دخلنا على جابر بن عبد الله فذكر الحديث و قال : فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فركب حتى أتى بطن الوادي فخطب الناس فقال : إن دماءكم و أموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم ...) وصحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان المؤلف : محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الثانية ، 1414 – 1993 تحقيق : شعيب الأرنؤوط عدد الأجزاء : 18 الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها [ جزء 4 - صفحة 310 ] ح1457 (قال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح )

فالأصل في المركب الكريم من جمال للكريم أن يكون بقتب ونحوه في الحالات الطبيعية لا أن يكون عاريا ولذا قال الشاعر :
( يركَبُها صاغِراً بلا قَتَبٍ ... ولا خِطَامٍ وحَوْلَه جَلَبَهْ ) ولم خرج النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على هذا الجمل العاري من القتب ...ناسب ذكر ذلك في الرواية ليعبرعن حرص النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ على إبلاغ هذه الرسالة لتلكم المؤمنات حتى ولو حرم من راحته صلوات الله عليه وآله وسلم .ثم أنه قال عاري الجسم ولفظة الجسم تطلق على الإنسان وغيره ولو كان مراده النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لكن المناسب أن يأتي بمفردة ( جسد) لأنها تختص بالإنسان ولا يصح أن تطلق على غيره من الأجسام التي تتغذى .

فائدة لغوية :
لسان العرب المؤلف : محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري الناشر : دار صادر – بيروت الطبعة الأولى عدد الأجزاء : 15 [ جزء 3 - صفحة 120 ] ( الجسد جسم الإِنسان ولا يقال لغيره من الأَجسام المغتذية ولا يقال لغير الإِنسان جسد )
إذا كان الكلام يحتمل عدة أمور ومعاني فلا دليل على حمله على معنى دون الآخر وكان الإلزام بمعنى دون الآخر تحكم وسفاهة لأنه إلزام بما لا يلزم وقد قال العقلاء قديما إذا ورد الاحتمال سقط الاستدلال فكيف إذا كان خلاف هذا الفهم هو الأولى ؟!

رابعا :
والعري قد يكون استعمال مجازي كناية عن عدم الاهتمام الكبير بالملبوس ونحوه أو نحو ذلك من المعاني ...قال النابغة :
أتيتك عاريا خلقا ثيابي * على خوف تظن بى الظنون
ولم يكن النابغة عاريا ولا شبه عاري كما لا يخفى بدليل قوله ثيابي فهو وإن كان عليه ثياب ولكنه كأنه عاري .

خامسا :
ظاهر الكلام على خلاف هذا التوهم المزعوم الذي لا يرد إلا إلى قلب مريض بل مفرط في تلك الأمراض القلبية والآثام فالكلام من النبي الأعظم هو كلام عظة وإرشاد ...ثم هذا الوصف لم يأت في الحديث ما يناسبه ليكون لما ذكر وجه يجعلنا نستسيغ هذا الاحتمال ووروده فالنساء لم يتحرجن من السؤال والأجواء خلاف هذا الفهم السلفي لكن ماذا نفعل مع من لا عقل له ولا إنصاف .

سادسا :العصمة
نحن نرى عصمة النبي الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ونزهاته عن كل ما من شأنه أن يقدح فيه مطلقا أو ينفر منه وعليه لو قلنا بصحة هذا الزعم الواهي جدا فنحن لا نقبل به وعليه لا يمكن إلزامنا بما لا نلتزم به .


سابعا :
هذا الزيادة ( عاري الجسم ) ليست محفوظة فقد خلت منها رواية أبي بصير كما في الكافي للكليني ج 5 ص 513 ووسائل الشيعة للحر العاملي ج 14 ص 125 وبحار الأنوار ج 22 ص 146 والحدائق للمحقق البحراني ج 23 ص 121 وغيره من كتبنا الحديثية

وقد رويت عن غير أبي بصير كوليد بغير هذه الزيادة كما في وسائل الشيعة للحر العاملي ج 20 ص 176 وجامع أحاديث الشيعة للسيد البروجردي ج 20 ص 223


ثامنا :
هناك أجوبة أخرى نتركها لوقت الحاجة .
وسبب هذا الفهم السلفي الحقير عدة أمور من قبيل الهوس الكبير عندهم في التعري وكشف العورات وما إليه ...وإليكم هذا النموذج :
هل فعلا أن النبي الأعظم قد كشف عن عورته كما يزعم أهل السنة ؟ ( يا محمد خمر عورتك فلم ير عريانا بعد ذلك)!
https://asdullalhalghaleb.blogspot.com/2025/08/6-5-455-23851-22684-39-21823800-22684.html


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً }الأحزاب69
نبي الله موسى يجري وهو عريان أمام الناس وأمور أخرى شنيعة جدا في البخاري ومسلم :
https://asdullalhalghaleb.blogspot.com/2025/08/1407-1987_56.html

كيف يستقبل النبي الأعظم ضيوفه ؟! الله المستجار!, يستقبل ضيوفه وهو مضطجع على فراشه ومعه زوجته وهو كاشف عن فخذيه لابس مرط زوجته :
https://asdullalhalghaleb.blogspot.com/2025/06/1-2-3_21.html


{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف24
http://www.room-alghadeer.net/vb/showthread.php?t=27419
بحث: أسد الله الغالب
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة