وقفة تأمل في الآية الكريمة {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ ...}

 

هذا البحث خلاصة حواري ـ أسد الله الغالب ـ والأخ السني الشيخ ميزان العدل

 

أسد الله الغالب:

هل الجمل إخبارية أم إنشائية طلبية ؟! قال تعالى في محكم آياته وشريف خطابه { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }. الآية 29 من سورة الفتح

 


هل هذه التعابير والجمل جمل إخبارية أعني أنه تحقق منهم ذلك فهم أشداء على الكفر رحماء بينهم ... ) أم أنها إنشائية طلبية أي كونوا أشداء على الكفار رحماء بينكم...)؟

 

الذي يبدو لي أنها إنشائية طلبية أي كونوا هكذا فمن يكون هكذا فأن له الجنة والخلود إذ لو كانت إخبارية وتعني أنهم متصفون بهذه الصفات ـ لا أنهم مأمورون بذلك فما معنى قوله سبحانه وتعالى { وعد الله الذين أمنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة وأجرا عظيما } ؟

فآخر الآية توحي بوضوح بانتفاء إرادة الإخبار في الجمل السابقة وإلا لقال سبحانه وتعالى ( وعدهم مغفرة وأجرا عظيما ) لأن من اتصف بما سبق فقطعا هو مؤمن وعمل الصالحات ! أليس كذلك ؟! فلما يخص بالأجر والمغفرة من عمل منهم الخير والأعمال الصالحات ؟!

 

 إذن بحمل الجمل السابقة على الإخبار نقع في التناقض ويرتفع هذا التناقض بجعلها جملا إنشائية فهي على حد قولنا مثلا في الصلاة ( سمع الله لمن حمده ) فظاهرها الإخبار أي أن الله سمع لهم وقطعا المراد ليس الإخبار وإنما أنت تدعو الله بأن يسمع لمن حمده ويستجيب لهم لا أنك تخبر بأن ذلك وقع وأنت تخبر فقط عنه فهي جملة طلبية دعائية لا إخبارية وإن كانت في الظاهر إخبارية كما لا يخفى على الجميع ...

 

ثانيا: هذا إن قلنا أن من في الآية بيانية كما يريد الأخوة السنة وإن قلنا أنها للتبعيض فالأمر واضح ويقوي كونها للتبعيض دخولها على الضمير ( منهم ) والبيانية لا تدخل على الضمائر فيما أعلم . وستأتي توضيحات أكثر لاحقا .

 

ولمن أفرط فقال أن الجمل إخبارية وأن من بيانية لبيان الجنس وأنه لا يوجد أي تناقض

 

نطرح هذا الإشكال العويص هل أتصف عمر وأبو بكر وعثمان بهذه الصفات ؟ ننتظر الإجابة!

 

،،،،،،،   ـــــــــ   ،،،،،،،،


تعليقي على كلام الأخ الفاضل السني ميزان العدل :
توهم الأخ ميزان العدل أنه أجب عن ما طرحناه بإيراده لهذا الإشكال معتقدا أن لفظة ( رسول ) في الآية ليس لها إلا أن تعرب خبرا لمحمد وهذا قصور منه أو إغفال منه للأوجه الأعرابية الآخر حيث يمكن أعراب لفظة ( رسول ) نعتا أوعطف بيان كما يقول معربو القرآن و( الذين ) معطوفة على كلمة محمد والخبر هو كلمة أشداء وعليه فالإشكال ليس له وجه البتة والإشكالات التي طرحتها أنا عليك لم نر منك حلا لها وليس هذا بغريب ..

 

اعلم أن الموضوع مغفل من الأخوة السنة في المنتديات الأخرى سواء هذا المنتدى المبارك ومنتدى هجر وقد انقطعوا عنه رغم تكرار رفعه و للعلم أنت في بداية الطريق وإن أردت تفاصيل أخرى فتابع هذا الرابط وأدلو أيضا بدلوك

 


أسد الله الغالب :
يقول الأخ أين خبر الجملة ؟! وكأن الرجل ما فهم من كلامي شيئا للأسف أعيد الأعراب بشيء من التفصيل ...فقد تصل إلى ما قلته لك سابقا
( محمد ) : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . ( رسول الله ) رسول : نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ولك أن تعربه عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره . ( ( والذين أمنوا معه ) الواو حرف عطف مبني وعلامة بنائه الفتحة . ( الذين ) اسم موصول مبني وعلامة البناء الفتحة في محل رفع ( معطوف على كلمة محمد ) . ( أمنوا ) فعل ماضي مبني وعلامة البناء الضمة لاتصالها بواو الجماعة والواو ضمير مبني في محل رفع فاعل وجملة( أمنوا ) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب وخبر كلمة ( محمد ) وما عطف عليه ( الذين أمنوا ) هو كلمة أشداء
يعني كلمة أشداء هي خبر للمبتدأ ( محمد ) وما عطف عليها وهي ( الذين أمنوا ) فقوله تعالى { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ} جملة واحدة لا كما توهمت أنها جملتين ولهذا قلت أنت (إذا أين خبر جملة ( محمد رسول الله ) !!! وهذا من غرائب فهمك لكلامي ... فـ ( محمد رسول الله ) ليست جملة بل هي مبتدأ ونعت أو عطف بيان و( الذين أمنوا ) معطوفة على هذا المبتدأ وخبر المبتدأ وما عطف عليه هو كلمة أشداء يعني كلمة أشداء هي الخبر للجميع . و الذي جعلك تقول هذا ( إذا أين خبر جملة ( محمد رسول الله ) وهو أنك جعلت ( محمد رسول الله ) جملة فأنت سلمت معي جدلا أن ( رسول ) نعتا أو عطف بيان فكيف تقول هي جملة من يقول هي جملة فهو ينكر أن ( رسول ) نعتا أو عطف بيان فهل أنت تنكر كون ( رسول ) نعتا أو عطف بيان ؟! إن كنت تنكر فلما قلت ( لنفترض أن كلمة رسول الله نعتا أو عطف بيان كما تقول ) فأن بقية كلامك ليس له وجه على التقدير الذي ذكرته أنا لك بل كلامك له وجه لو أعربنا كلمة ( رسول ) خبر فقط إذا أنت لم تجب الافتراض الثاني أعني القول بأن كلمة( رسولا ) ( نعت ) أو الافتراض الثالث أعني كونها ( عطف بيان ) أرجو أن الفكرة وصلت لك فقد حاولت قصارى جهدي تبسيط الأمر لك !

 

يقول الأخ الفاضل ميزان العدل :
الجواب لو أن حرف ( من) في اللغة لا يفيد الا التبعيض لحصل التعارض ولكن حرف ( من ) أيضا يأتي لبيان الجنس وهو ما دل عليه في هذه الآية .

أسد الله الغالب :
إلى الآن لا دليل على كون الجمل إخبارية بما أوضحنا لك بل الذي يظهر لي بقوة كونها إنشائية طلبية كما وضحت سابقا وأبنت عن علة قولي بكونها إنشائية طلبية لا إخبارية وأنت إلى الآن لم تجب عن التناقض إذ لو كانت إخبارية وتعني أنهم متصفون بهذه الصفات ـ لا أنهم مأمورون بذلك فما معنى قوله سبحانه وتعالى { وعد الله الذين أمنوا منهم وعملوا الصالحات مغفرة وأجرا عظيما } فآخر الآية توحي بوضوح بانتفاء إرادة الإخبار في الجمل السابقة وإلا لقال سبحانه وتعالى { وعدهم مغفرة وأجرا عظيما } لأن من اتصف بما سبق فهو قطعا مؤمن وعمل الصالحات ! أليس كذلك ؟! فلما يخص بالأجر والمغفرة من عمل منهم الخير والأعمال الصالحات ؟! ولتقريب الفكرة بشكل أوضح { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } هؤلاء أمنوا وعملوا أم سيؤمنوا ويعملوا الصالحات ؟! إن قلت أمنوا وعملوا الصالحات فلماذا يقول المولى سبحانه وتعالى { وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات } فما داموا قد أمنوا وعملوا الصالحات فكان ينبغي أن يقال ( وعدهم مغفرة وأجرا عظيما ) لأنهم بما سبق قطعا هم أمنوا وعملوا الصالحات أليس كذلك ؟!

 


أما عن قولك أن ( من ) تأتي لبيان الجنس فقلنا لك نعم ولكن التي لبيان الجنس لا تدخل على الضمائر وطالبناك بإيراد شاهد لتصحيح دخولها على الضمائر فلم تأت بشاهد والاستشهاد بنفس الآية محل النقاش لا يصح لأنها محل الحوار والنقاش فأنا إن أردت آتي لك بأمثلة وشواهد عربية على دخول من التبعيضية على الضمائر غير هذه الآية لتصحيح ما أدعيه فهل تريد ذلك ؟

 


يقول الأخ الفاضل ميزان العدل :
أما استدلالك بقول : ( سمع الله لمن حمده ) فليس في محل النزاع وبعيد ويدل على عدم المامك باللغة العربية
لما يأتي :
أولا / كلمة (من) التي في الآية حرف جر أما كلمة (من) في ( سمع الله لمن حمده) اسم موصول بمعنى الذي .

 


أسد الله الغالب :
يا أخي الحبيب أن أوردت لك هذا شاهدا على أن الجملة تأتي في صورة الخبر وهي في الحقيقة إنشائية فجملة ( سمع الله لمن حمده ) سمع : فعل ماضي ولفظ الجلالة ( الله ) فاعل و( لمن ) من اسم موصول مبني في محل جر باللام و( حمده ) فعل وفاعل ومفعول والجملة صلة الموصول فهي إخبارية في الظاهر بدليل استعمال الفعل الماضي والذي يعني التحدث عما مضى ولكن الحقيقة هي ليس إخبار وإنما إنشاء للدعاء فأنا لما أقول ذلك أدعو من الله أن يسمع لمن حمده لا أخبر بأن الله سمع لمن حمده ...

 

أرجو أن الفكرة وضحت لك وإما قولك أن من في ( لمن ) موصولة والثانية حرف جر فهل أن قلت غير ذلك يا رجل ؟! تأمل قبل الإجابة هداك ونور طريقك وانظر لأجل أي شيء أنا أوردت هل الشاهد أنا أوردت لتقريب فكرة أن الجمل تأتي في صورة الخبر وهي في الحقيقة إنشاء

يتبع :

 

يقول الأخ الفاضل ميزان العدل :
ثانيا / جملة ( سمع الله لمن حمده) طلبية دعائية والجمل التي تفيد الدعاء لا تأتي الا من المخلوق . فالخالق لا يوصف بأنه يدعو . لذا لن تجد مثل هذه الصيغة في القرآن .

أسد الله الغالب :
وهل قلت أنا بأن الله يدعو ؟! يا سبحان الله !
يقول الأخ الفاضل ميزان العدل :
أما قولك :
ويقوي كونها للتبعيض دخولها على الضمير ( منهم ) والبيانية لا تدخل على الضمائر فيما أعلم ) .
من قال لك أن (من) البيانية لا تدخل على الضمائر فهذه من عندك .فهي تدخل على الضمائر وشواهدها كثيرة ومنها هذه الآية مدار النقاش . و إذا كنت لا تعلم فلا تفتِ بدون علم .

 


أسد الله الغالب :
ما دامت الشواهد عندك كثيرة فأتني بمثال ! لأتنور من علمكم

 


يقول الأخ الفاضل ميزان العدل :
أما سؤالك : (هل أتصف عمر وأبو بكر وعثمان بهذه الصفات ؟ ننتظر الإجابة! ) هل نفهم من هذا السؤال أنك تعتقد أن أبا بكر وعمر وعثمان ليسو من الصحابة وأنهم في عقيدتك منافقين . (أعوذ بالله منك أعوذ بالله منك ). .. أحذر من الكفر فاعتقادك هذا هو الكفر بعينه . قال صلى الله عليه وسلم : ( من قال لصاحبه يا كافر فقد باء بها أحدهما . ( .

 


أسد الله الغالب :
وهل قلت أنا أنهم منافقون يا رجل أنا سألت هل كان أبو بكر وعمر وعثمان متصفون بهذه الصفات أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ


أعلم أنني حاولت قصارى جهدي تبسيط الفكرة لك ... أرجو أني وفقت لذلك


تقبلوا تحياتي
هذا غيض من فيض سينهمر عليك بإذن الله يروي به عطشك

 

،،،،،،،،،،،،،،  ــــــــــــــــ ،،،،،،،،،،


قد طلب مني الأخ أن أورد له أمثلة للتعبير بالخبر عن موضع الإنشاء : وسأترك الجواب للدكتور بسيوني عبد الفتاح فيود المدرس بجامعة الأزهر الشريف في كتاب علم المعاني ج 2 ص 161 ط مكتبة وهبة مصر ( التعبير بالخبر في مواضع الإنشاء : يقع الخبر في موضع الإنشاء وذلك لأغراض بلاغية يقصد إليها البلاغي .. وأهمها ما يلي : 1 ـ التفاؤل وإظهار الحرص والرغبة في وقوع المعنى الإنشائي وتحقيقه إدخالا للسرور على المخاطب ويكون ذلك في الدعاء بأن يقصد المتكلم طلب الشيء وتكون صيغة الأمر هي الدالة عليه أو طلب الكف وتكون صيغة النهي هي الدالة عليه فيعدل عنهما إلى صيغة الإخبار بالماضي الدالة على تحقق الوقوع وفيه إشعار بأن الدعاء للمخاطب قد حصل وتحقق ...ومن ذلك قولك لصاحبك وفقك الله للتقوى والعمل الصالح وسدد خطاك ورحمك وغفرانك وغفرلك .. والمعنى اللهم وفقه وسدد خطاه وارحمه وقولا مكروها ولا رأت شرا والمراد :سمعه مكروها ولا تره شرا فعدل عن الأمر إلى النهي الدالين على الدعاء إلى الإخبار عنه بالماضي الدال على تحقق الوقوع تفاؤلا و لحرص المتكلم على حدوث ذلك للمخاطب وإدخالا للسرور عليه .... ثم راح يورد العديد من الشواهد أتركها طلبا للاختصار ...
2
ـ الاحتراز عن صورة الأمر أو النهي المشعرة بالاستعلاء تأدبا مع المخاطب حيث يقتضي المقام ذلك التأدب كقولك لمعلمك : ينظر إلي أستاذي لحظة ... لا يعاقبني أستاذي ... ولو قلت انظر بالأمر أو لا تعاقبني بالنهي لكان قولك مخلا بما يقتضيه المقام من تأدب التلميذ عند مخاطبة أستاذه ...
3
ـ حمل المخاطب على تحقيق المطلوب وتحصيله وذلك كقول الصديق لصديقه ( تزوروني غدا ) وقول الأستاذ لتلاميذه : تأتوني كل صباح ... بدلا من زرني وائتوني بصيغة الأمر وذلك لأن التعبير بصيغة الخبر يحتمل به الصدق والكذب ـ كما عرفت ـ فلو أن الصديق لم يحضر لزيارة صديقه ألصق به الكذب ونسبه إ ليه وكذا التلاميذ إذا لم يأتوا كل صباح كما أخبر أستاذهم نسبوه إلى الكذب وألصقوه به والصديق حريص على أن ينزه على أن ينزه صديقه ألصق يبعده عن الكذب والتلاميذ يحرصون على أن يكون أستاذهم بمنأى عن الكذب زمنزها عنه ولذا كان التعبير بالخبر في موضوع الإنشاء حاملا للمخاطب على تحقيق المطلوب وتحصيله ... ومن ذلك قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب فالمراد لا تجمعوا في جزيرة العرب بالنهي وقد جاء بصيغة الخبر حملا للمسلمين على تحقيق ذلك وتحصيله والجهاد في سبيل رفع راية الإسلام حتى لا تعلوها راية ... ومنه قوله تعالى ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ) فقوله ( لا ينكح .. لا ينكحها ) خبر أريد به النهي وفي بعض القراءات بالجزم على النهي وعلى قراءة الرفع يكون التعبير بالخبر في موضع الإنشاء أبلغ في الزجر وآكد لأنه يبرز المنهي عنه في معرض الواقع المحقق رغبة في حدوثه وحرصا على تحقيقه وحثا على الامتثال وسرعة الإجابة ...ومثله قوله تعالى { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا ) وقوله عز وجل { وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم } فالمعنى على النهي أي لا تعبدوا إلا الله لا تسفكون دماءكم ولا تخرجوا أنفسكم وقد عدل عنه إلى الخبر حملا للمخاطبين على تحقيقه وتحصيله وحثا لهم على سرعة الإجابة والامتثال ...) . ولك مراجعة كتاب بغية الإيضاح لعبد المتعالى الصعيدي ج 2 ص 59 ط مكتبة الآداب القاهرة
ونظير الجمل الخبرية التي يراد منها الأمر قوله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُّعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَـاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَآءَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
ففي تفسير ابن كثير الدمشقي ج 5 ص 401 ط دار إحياء التراث العربي ( وقال ابن سيرين: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم، إلى السماء في الصلاة، فلما نزلت هذه الآية: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَـاشِعُونَ }[المؤمنون:1، 2] خفضوا أبصارهم إلى موضع سجودهم . قال محمد بن سيرين: وكانوا يقولون: لا يجاوز بصره مصلاه، فإن كان قد اعتاد النظر فليغمض، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم. ثم روى ابن جرير عنه وعن عطاء بن أبي رباح أيضاً مرسلاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك حتى نزلت هذه الآية ).
وفي تفسير الثعالبي للآية ط دار الكتب العلمية ( وعن عُمرَ بن الخطاب (رضي اللّه عنه) قال: كان رَسُول اللّه ( صلى الله عليه وسلم) إذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الوَحْيُ، يُسْمَعُ عِنْدَ وَجْهِهِ ( صلى الله عليه وسلم) دَوِيٌّ كَدَوِيِّ الأحْلِ، فَأُنْزِلَ عَلَيْهِ يَوْماً، فَمَكَثْنَا سَاعَةً، وَسُرِّيَ عَنْهُ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، زِدْنَا وَلاَ تَنْقُصْنَا، وَأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا، وَأَعْطِنَا وَلاَ تَحْرِمْنَا، وَآثِرُنَا وَلاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وأرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا»، ثُمَّ قَالَ: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ عَشْرُ آياتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ»، ثُمَّ قَرَأَ: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ» حتى ختم عشر آيات؛ رواه الترمذي واللفظ له والنسائيُّ والحاكم في «المستدرك»، وقال: صحيح الإسناد، انتهى من «سلاح المؤمن». ... وروي عن مجاهد: أَنَّ اللّه تعالى لما خلق الجَنَّةَ، وأتقن حُسْنَها قال: «قد أفلح المؤمنون» ثم وصف تعالى هؤلاء المفلحين: فقال: «الذين هم في صلاتهم خاشعون» والخشوع التظامُنُ، وسكونُ الأعضاءِ، والوقارُ، وهذا إنَّما يظهر في الأعضاء مِمَّنْ في قلبه خوف واستكانة؛ لأَنَّه إذا خشع قلبُه خشعت جوارِحُه، ورُوِيَ أَنَّ سبب الآية أَنَّ المسلمين كانوا يلتفتون في صلاتهم يُمْنَةً ويُسْرَةً؛ فنزلت هذه الآيةُ، وأُمِرُوا أن يكون (بصرٍ) المُصَلِّي حِذَاءَ قِبْلَتِه أو بين يديه، وفي الحرم إلى الكعبة، و«اللغو»: سقط القول، وهذا يَعُمُّ جميع ما لا خيرَ فيه ).
وفي تفسير القرطبي ج 12 ص 102 ط دار الكتب العلمية ( وفي الترمذي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه الوحي سُمع عند وجهه كدَوِيّ النحل؛ وأنزل عليه يوما فمكثنا عنده ساعةً فسُرِّيَ عنه فاستقبل القبلة فرفع يديه وقال: «اللَّهُمَّ زِدْنا ولا تنقصنا وارضنا وارض عنّا ـ ثم قال ـ أنزل عليّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ـ ثم قرأ ـ قد أفلح المؤمنون» حتى ختم عشر آيات؛ صحّحه ابن العربي. وقال النحاس: معنى «من أقامهن» من أقام عليهن ولم يخالف ما فيهن؛ كما تقول: فلان يقوم بعمله. ثم نزل بعد هذه الآيات فرض الوضوء والحج فدخل معهن. وقرأ طلحة بن مُصَرِّف «قد أُفْلح المؤمنون» بضم الألف على الفعل المجهول؛ أي أُبْقُوا في الثواب والخير. وقد مضى في أوّل «البقرة» معنى الفلاح لغةً ومعنى، والحمد لله وحده.
الثانية: قوله تعالى: {خَاشِعُونَ } روى المُعْتَمِر عن خالد عن محمد بن سِيرين قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم ينظر إلى السماء في الصلاة؛ فأنزل الله عز وجل هذه الآية {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ }. ... فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر حيث يسجد. وفي رواية هُشيم: كان المسلمون يلتفتون في الصلاة وينظرون حتى أنزل الله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ }؛ فأقبلوا على صلاتهم وجعلوا ينظرون أمامهم ...).
فلسان الآية عام يريد أن من حدث منه ذلك فهو المؤمن حقا ولا يريد بذلك أشخاصا في الخارج يخبر عنهم الآن بأعيانهم بل عموم من اتصف بذلك وهي من باب ذكر صفات المؤمنين ليعمل بها الصحابة والتابعون والمؤمنون عامة إلى قيام يوم الدين ...ولو تأمل الأخ الفاضل ميزان أنها جاءت باسم الفاعل ( خاشعون , معرضون , فاعلون , حافظون , راعون ...) . وإن احتجت إلى توضيحات أكثر في الآية فأنا في أتم الاستعداد ومن أمثلة استخدام ما ظهره الأخبار ويراد بالأمر قولنا ( قد قامت الصلاة ) .

،،،،،،،،،،،، ـــــــــــــــ ،،،،،،،،،،،،،،،


طلب مني الأخ أن أورد له أمثلة على دخول من التي تفيد التبعيض على الضمائر وسأترك الجواب عليه لابن هشام في كتابه مغني اللبيب ج 1 ص 420 ( من وتأتي على خمسة عشر وجها :
الثاني : التبعيض نحو ( منهم من كلم الله )(1) وعلامتها إمكان سد [ بعض ] مسدها كقراءة ابن مسعود { حتى تنفقوا بعض ما تحبون }(2) ). أقول وإن أراد الأخ المزيد زدناه فلدينا مزيد ومزيد .
ثم قال ابن هشام ( الثالث : بيان الجنس وكثير ما تقع بعد ما ومهما وهما بها أولى لإفراط إبهامهما نحو { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } و{ وما ننسخ من آية } و{ مهما تأتنا به من آية } وهي ومخفوضها في ذلك في موضع نصب على الحال ومن وقوعها بعد غيرهما { ويحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون خضرا من سندس واستبرق } والشاهد في غير الأولى فإن تلك للابتداء وقيل زائدة ونحو { ما جتنبوا الرجس من الأوثان } وأنكر مجيء ((من )) لبيان الجنس قوم وقالوا هي في { من ذهب } و{ من سندس } للتبعيض وفي { من الأوثان } للابتداء وهذا تكلف ...) أقول : انظر إلى ( من ) التي لبيان الجنس فيه بيان منكر لها على نحو الإطلاق وبين من لا يسلم للشواهد ويرى تخريجات أخرى فيها فهي ليست محل إجماع أصلا ولا شواهدها .
وسأنقل لك قول عباس حسن(2) في كتابه ( النحو الوافي ) المجلد 2 ص 458 ط دار المعارف ( من : حرف يجر الظاهر والمضمر ويقع أصليا وزائدا ... ويتردد بين أحد عشر معنى :
1
ـ التبعيض : ....
2
ـ بيان الجنس : ( 3) وعلامتها : أن يصح الإخبار بما بعدها عما(4) قبلها كقولهم اجتنب المستهترين من الزملاء فالزملاء فئة من جنس عام هو المستهترون فهي نوع يدخل تحت جنس ( المستهترين ) الشامل للزملاء وغير الزملاء وكقولهم : تخير الأصدقاء من الأوفياء ... أي الأصدقاء الذين هم جنس ينطبق على فئة منهم لفظ ( الأوفياء ) وهذا الجنس عام يشمل بعمومه الأفياء وغيرهم .
ـــــــــــــــــــ الهامش ــــــــــــــــــــــ
3
ـ وفي الهامش قال ( أي بيان أن ما قبلها ـ في الغالب جنس عام يشمل ما بعدها أكثر وأكبر كالمثال الأول الآتي وقد يكون العكس نحو هذا السوار من ذهب وهذا باب من خشب ثم قال أنظر هامش : رقم 5 من ص 416 وهو هذا ( من البيانية : من التي تبين جنس ما قبلها أو نوعه ) .
4
ـ وفي الهامش قال ( له علامة أخرى : أن يصح حذف ( من ) ووضع اسم موصول مكانها مع ضمير يعود إلى ما قبلها . هذا إن كان ما قبلها معرفة فإن كان نكرة فعلامتها أن يخلفها الضمير وحده نحو أساور من ذهب أي هي ذهب انتهى .
ومثله هذا تجده في كتاب ضياء السالك إلى أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك للمفتش العام للغة العربية والشئون الدينية بوزارة التربية والتعليم ج 2 ص 251 ط مكتبة ابن تيمية القاهرة وفي كتاب المعجم المفصل في النحو العربي للدكتورة عزيزة فوال بابتي ج 2 ص 1062 ط دار الكتب العلمية ( من البيانية : اصطلاحا : هي حرف يفيد بيان جنس ما قبله فيكون ما بعده تميزا للمبهم الواقع قبله كقوله تعالى { يحلون فيها من أساور من ذهب } وكثيرا بعد ما ومهما مثل ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
أقول : أ ترى أن هذه العلامات يمكن أن تحقق ولو بعض في توجيهك للآية ؟ يا أخي الحبيب ...هذا وسيأتي توضيحات أكثر للموضوع لاحقا إن شاء الله
ولا يكاد ينقضي عجبي من قولك أني قلت أن لا يمكن حمل الآية على الخبر وذلك لأن من للتبعيض !!! أنا قلت حمله على الخبرية مع القول بأن من بيانية هو ما يوقعنا في الإشكال فتنبه لما تقوله هداك الله لما يحب و يرضاه أعيده لك
وقفة تأمل في الآية الكريمة {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى الْكُفَّارِ ...}

،،،،،،،،،،، ــــــــــــــــ ،،،،،،،،،،،،،،،،


قد نفى الأخ العزيز ميزان العدل مجيئها في غير المضارع والدعاء فأحببنا أن نؤكد له أن الأمر ليس كما يرى
فعندما يقول الأب لأحد أبنائه وقد رآه يضرب أخاه يا بني الإخوان رحماء بينهم متعاطفون ساعون لمساعدة بعضم البعض لا موارد عندهم للأحقاد فهي وإن كانت أخبارية ولكن المراد منها النهي هنا أي يبني لا تضرب أخوك أليس كذلك ؟!
عندما يقول المعلم لطلابه ناصحا لهم بضرورة القراءة والاجتهاد...فيقول الطالب المجتهد كثير الإطلاع أو يكثر الإطلاع ـ التلوين في الأسلوب لتأكيد عدم الحصر ـ مذاكر لدروسه ـ يذاكر دروسه نشيط في أداء الواجبات.. ذو أفق واسع فهذه الجمل وإن كانت إخبارية ولكنها إنشائية طلبية في المعنى والمراد كون هكذا أليس كذلك ؟! وهكذا عندما تقول البناءون الماهرون أشداء في بنائهم أقوياء لا فتور يعتريهم ...
وكقوله سبحانه وتعالى { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ...} سورة الفرقان الآية 63
والأمثلة كثيرة في ذلك هذه بعض الأمثلة وإن أراد الأخ العزيز شواهد وأمثلة أخرى فأنا جاهز وفي أتم الاستعداد وعلم أن كثيرا من الإجابات إنما أذكر نزولا على رغبتكم وإلا فالأمر لا تحتاج إلى ذلك فيما أرى
عندما يقول المعلم لطلابه ناصحا لهم بضرورة القراءة والاجتهاد...فيقول الطالب المجتهد كثير الإطلاع أو يكثر الإطلاع ـ التلوين في الأسلوب لتأكيد عدم الحصر ـ مذاكر لدروسه ـ يذاكر دروسه نشيط في أداء الواجبات.. ذو أفق واسع فهذه الجمل وإن كانت إخبارية ولكنها إنشائية طلبية في المعنى والمراد كون هكذا أليس كذلك ؟! وهكذا عندما تقول البناءون الماهرون أشداء في بنائهم أقوياء لا فتور يعتريهم ...وهي واضحة في الدلالة على ما أريد وهي في صميم الموضوع فأغفلها الرجل !
وأن أوردتها له باسم الفاعل والمضارع وأتيتها بصيغة المبالغة للتتضح له الفكرة ولكن الرجل يبدو أم أنه فهم أو أنه لا يفهم ! فهذا الجمل قلنا أنها جمل إخبارية ولكن المراد منها ليس الأخبار عن أناس بعينهم بل تخبر عن الصفات الحقيقية التي يجب أن تتوفر في كل من أراد أن يكون مصداقا للآية وكذا الحال في الأمثلة السابقة فافهم ! فهي بمثابة اللائحة التي يجب أن تتوفر فيمن يريد الانتساب إلى هذه الدائرة أعني الكون مع النبي الأعظم صل الله عليه وآل وسلم ولذا قال { وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات } ولم يقل ( وعدهم ) فإن من تصف بذلك فهو مؤمن قطعا وعمل صالحا أليس كذلك فلم يخص الوعد بمن أمن وعمل صالحا ؟!

وقد داخل الأخ العزيز حسين العباسي فقال :تعقيبا على الاية الكريمة :
كلنا نعلم بان القرآن الكريم أساس ومنبع للبلاغة وكتاب احتجاج لذلك العلم ، وإن إعجازه الأساسي في إتقانه البلاغي .
ومن قوانين البلاغة كما نعلم فصل الجملة الخبرية عن الإنشائية ، وهذا ما يسمى في علم المعاني كمال الانقطاع ، ومن موارد وجوب الوصل (بواو العطف طبعا) اتحاد الجملتين في الإنشائية والخبرية، ففي الآية الكريمة ، نرى بان الله تعالى في قرآنه البليغ ، فصل بين الجملتين ، فمنطقيا ستكون الأولى مختلفة عن الثانية في الإنشاء أو الخبرية ، أي إذا كانت الأولى جملة إنشائية فالثانية لابد أن تكون خبرية ، والعكس .
وكما هو واضح جملة ( وعد الله) جملة خبرية ، فصلت عن الأولى فحصريا لن تكون الجملة الأولى خبرية أيضا ، لأنها لو كانت كذلك لوصلت وجوبا، لكنها فصلت لأن الجملة الأولى جملة إنشائية طلبية كما تفضل مولانا (أسد الله الغالب ) حفظه المولى أي : كونوا هكذا -نعم ظاهرها الإخبار لكنها إنشاء بالاستدلال السابق فضلا عن استدلال الاخ العزيز الكريم ( أسد الله الغالب ).
فبلاغيا لا يمكن أن تكون الجملة الأولى خبرية تخبر عن الذين مع محمد صلى الله عليه واله ، بل إنشائية طلبية كما وضحنا، تريد من الصحابة أن يكونوا كالأوصاف المذكورة فيغفر الله لهم ويأتيهم الأجر العظيم. وهذا مختصر الكلام لعل في الايجاز كفاية ..والرأي يحتمل الخطأ والله المسدد ..وشكرا لكم جميعا
وليتأمل الأخ العزيز ميزان العدل هذا:

 

،،،،،،،، ـــــــــــــ ،،،،،،،،،،،،،،


أعجبتني مداخلة الأخ العزيز الأستاذ الجمري أضيفها هنا لجودتها وإثراء للموضوع
فما معنى المعية هنا ؟؟
هل هي معية زمانية ؟؟
أم مكانية ؟؟
أم معية دين وعـقيدة ؟
فإذا قلنا بأن المعية هنا زمانية فقد أدخلنا المشركين والكفار واليهود والنصارى وكل من عاصر الرسول في عموم هذه المعية .
وإن قلنا بأنها معية مكانية فيلزم ذلك إدخال المنافقين ضمن إطلاق الآية ، لأن الله تعالى يقول ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم ) .
وإن قلنا معية عقيدة فلا إشكال حينئذ ، إذ أن كل من آمن بالله ورسوله حقا كان مع الرسول في دائرة الإيمان وتشمله الآية الكريمة ، سواء كان صحابيا أو تابعيا أو معاصرا لزماننا ..).

هل لنا أن نفهم من هذه الآية لعمومها{ اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين } الرضا عن جميع بني اسرائيل وأنه فضلهم جميعا بما فيهم شارون السفاح على أبي بكر وعمر .... مثلا أم ماذا ؟ ـ لا أريد والله التجريح فقط أردت توصيل المعلومة لديكم والله يعلم صدق ما أقول ـ أم أنه لا بد من تقييدها وتخصيصها والنظر إلى آيات أخر... وكذلك الحال في الآية محل البحث
هذا من الأخبار وليس من الأحكام والتشريع لينسخ وإليك ما قاله شيخ المفسرين عندكم الطبري في تفسيره ج 1 ص 375 ط دار المعرفة ( فأما الأخبـار فلا يكون فـيها ناسخ ولا منسوخ ).ثم تأمل ما قاله المفسرون في هذه الآية { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }.عالمي زمانهم ) المصدر تفسير الجلالين ص 10 ط دار إحياء التراث العربي .
وفي تفسير الطبري ج 1 ص 158 ط دار إحياء التراث العربي ( ويجب الحمل على هذا لأن هذه الأمة أفضل منهم لقوله تعالى، خطاباً لهذه الأمة {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَـابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }[آل عمران:011] وفي المسانيد والسنن عن معاوية بن حيدة القشيري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله»، والأحاديث في هذا كثيرة تذكر عند قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }[آل عمران:011] وقيل، المراد تفضيل بنوع ما من الفضل على سائر الناس، ولا يلزم تفضيلهم مطلقاً، حكاه فخر الدين الرازي وفيه نظر، وقيل: إنهم فضلوا على سائر الأمم لاشتمال أمتهم على الأنبياء منهم، حكاه القرطبي في تفسيره، وفيه نظر، لأن العالمين عام يشمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء، فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر أنبيائهم، ومحمد صلى الله عليه وسلم بعدهم وهو أفضل من جميع الخلق وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، صلوات الله وسلامه عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين ) .
تجدهم يعللون التخصيص بالمخصصات من الآيات والأحاديث لا بالنسخ فتأمل !!! وإن أردت المزيد زدناك

أما عن الثاني فإني لست في معرض القول بكفره وإسلامه بل ما الدليل على إسلامه ولو كنت أريد الطعن فيه لكفاني ما أورده علماؤك الكبار في صحاحهم من اعتقاد أمير المؤمنين عليه السلام فيهما (

وقد فصل ذلك الشيخ المفيد عليه الرحمة فقال : وفي الختام أذكر بعض كلام الشيخ المفيد عليه الرحمة وكذا كلام السيد في الآية
الإفصاح- الشيخ المفيد ص 140فما فوق :
يقال لهم : خبرونا عما وصف الله تعالى به من كان مع نبيه صلى الله عليه وآله بما تضمنه القرآن ، أهو شامل لكل من كان معه عليه الصلاة والسلام في الزمان ، أم في الصقع والمكان ، أم في ظاهر الإسلام ، أم في ظاهره وباطنه على كل حال ، أم الوصف به علامة تخصيص مستحقه بالمدح دون من عداه ، أم لقسم آخر غير ما ذكرناه ؟ فإن قالوا : هو شامل لكل من كان مع النبي صلى الله عليه وآله في الزمان أو المكان أو ظاهر الإسلام ، ظهر سقوطهم وبان جهلهم وصرحوا بمدح الكفار وأهل النفاق ، وهذا ما لا يرتكبه عاقل . وإن قالوا : إنه يشمل كل من كان معه على ظاهر الديانة وباطنها معا دون من عددتموه من الأقسام . قيل لهم : فدلوا على أئمتكم وأصحابكم ، ومن تسمون من أوليائكم ، أنهم كانوا في باطنهم على مثل ما أظهروه من الأيمان ، ثم ابنوا حينئذ على هذا الكلام ، وإلا فأنتم مدعون ومتحكمون بما لا تثبت معه حجة ، ولا لكم عليه دليل ، وهيهات أن تجدوا دليلا يقطع به على سلامة بواطن القوم من الضلال ، إذ ليس به قرآن ولاخبر عن النبي صلى الله عليه وآله ، ومن اعتمد فيه على غير هذين فإنما اعتمد على الظن والحسبان . وإن قالوا : إن متضمن القرآن من الصفات المخصوصة إنما هي علامة على مستحقي المدحة من جماعة مظهري الاسلام دون أن تكون منتظمة لسائرهم على ما ظنه الجهال . قيل لهم : فدلوا الآن على من سميتموه كان مستحقا لتلك الصفات ، لتتوجه إليه المدحة ويتم لكم فيه المراد ، وهذا ما لاسبيل إليه حتى يلج الجميل في سم الخياط ...ثم يقال لهم : تأملوا معنى الآية ، وحصلوا فائدة لفظها ، وعلى أي وجه تخصص متضمنها من المدح ، وكيف مخرج القول فيها ؟ تجدوا أئمتكم أصفارا مما ادعيتموه لهم منها ، وتعلموا أنهم باستحقاق الذم وسلب الفضل بدلالتها منهم بالتعظيم والتبجيل من مفهومها ، وذلك أن الله تعالى ميز مثل قوم من أصحاب نبيه صلى الله عليه وآله في كتبه الأولى ، وثبوت ضفاتهم بالخير والتقى في صحف إبراهيم وموسى وعيسى عليه السلام ، ثم كشف عنهم بما ميزهم به من الصفات التي تفردوا بها من جملة المسلمين ، وبانوا بحقيقتها عن سائر المقربين . فقال سبحانه : { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الأنجيل }. وكأن تقدير الكلام : إن الذين بينت أمثالهم في التوراة والأنجيل من جملة أصحابك ومن معك - يا محمد - هم أشداء على الكفار ، والرحماء بينهم الذين تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ... فالواجب أن تستقرئ الجماعة في طلب هذه الصفات ، فمن كان عليها منهم فقد توجه إليه المدح وحصل له التعظيم ، ومن كان على خلافها فالقرآن إذن منبه على ذمه ، وكاشف عن نقصه ، ودال على موجب لومه ، ومخرج له عن منازل التعظيم . فنظرنا في ذلك واعتبرناه ، فوجدنا أمير المؤمنين عليه السلام وجعفر بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأبا دجانة - وهو سماك بن خرشة الأنصاري ( 1 ) - وأمثالهم من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم ، قد انتظموا صفات الممدوحين من الصحابة في متضمن القرآن . وذلك أنهم بارزوا من أعداء الملة الأقران ، وكافحوا منهما الشجعان ، وقتلوا منهم الأبطال ، وسفكوا في طاعة الله سبحانه دماء الكفار ، و بنوا بسيوفهم قواعد الأيمان ، وجلوا عن نبيهم صلى الله عليه وآله الكرب والأحزان ، وظهر بذلك شدتهم على الكفار ، كما وصفهم الله تعالى في محكم القرآن ، وكانوا من التواصل على أهل الإسلام والرحمة بينهم على ما ندبوا إليه ، فاستحقوا الوصف في الذكر والبيان . فأما إقامتهم الصلاة وابتغاؤهم من فضل الله تعالى القربات ، فلم يدفعهم عن علو الرتبة في ذلك أحد من الناس ، فثبت لهم حقيقة المدح لحصول مثلهم فيما أخير الله تعالى عنهم في متقدم الكتب ، واستغنينا بما عرفنا لهم مما شرحناه في استقراء غيرهم ، ممن قد ارتفع في حاله الخلاف ، وسقط الغرض بطلبه على الاتفاق . ثم نظرنا فيما ادعاه الخصوم لأجل أئمتهم وأعظمهم قدرا عندهم من مشاركة من سميناه فيما ذكرنا من الصفات وبيناه ، فوجدنا هم على ما قدمناه من الخروج عنها واستحقاق أضدادها على ما رسمناه . وذلك أنه لم يكن لأحد منهم مقام في الجهاد ، ولأعرف لهم قتيل من الكفار ، ولأكلم كلاما في نصرة الإسلام ، بل ظهر منه الجزع في مواطن القتال ، وفر في يوم خيبر واحد وحنين ، وقد نهاهم الله تعالى عن الفرار ، وولوا الأدبار مع الوعيد لهم على ذلك في جلي البيان ، وأسلموا النبي صلى الله عليه وآله للحتوف في مقام بعد مقام ، فخرجوا بذلك عن الشدة على الكفار ، وهان أمرهم على أهل الشرك والضلال ، وبطل أن يكونوا من جملة المعنين بالمدحة في القرآن ولو كانوا على سائر ما عدا ما ذكرناه من باقي الصفات ، وكيف وأنى يثبت لهم شئ منها بضرورة ولا استدلال ، لان المدح إنما توجه إلى من حصل له مجموع الخصال في الآية دون بعضها ، وفي خروج القوم من البعض بما ذكرناه مما لا يمكن دفعه إلا بالعناد وجوب الحكم عليهم بالذم بما وصفناه ؟ ! وهذا بين جلي والحمد لله . فصل ثم يقال لهم : قد روى مخالفوكم عن علماء التفسير من آل محمد عليهم السلام أن هذه الآية إنما نزلت في أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من بعدهم خاصة دون سائر الناس ، وروايتهم لما ذكرنا عمن سمينا أولى بالحق والصواب مما ادعيتموه بالتأويل والظن الحسبان والرأي ، لإسنادهم مقالتهم في ذلك إلى من ندب النبي صلى الله عليه وآله إلى الرجوع إليه عند الاختلاف ، وأمر بإتباعه في الدين ، وأمن متبعه من الضلال . ثم إن دليل القرآن يعضده البيان ، وذلك إن الله تعالى أخبر عمن ذكره بالشدة على الكفار ، والرحمة لأهل الأيمان ، والصلاة له ، والاجتهاد في الطاعات ، بثبوت صفته في التوراة والأنجيل ، وبالسجود لله تعالى وخلع الأنداد ، ومحال وجود صفة ذلك لمن سجوده للاوثان ، وتقربه للات والعزى دون الله الواحد القهار ، لانه يوجب الكذب في المقال ، أو المدحة بما يوجب الذم من الكفر والعصيان . وقد اتفقت الكافة على أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعدا وسعيدا وأبا عبيدة وعبد الرحمن قد عبدوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله . الأصنام ، وكانوا دهرا طويلا يسجدون للأوثان من دون الله تعالى ، ويشركون به الأنداد ، فبطل أن تكون أسماؤهم ثابتة في التوراة والأنجيل بذكر السجود على ما نطق به القرآن . وثبت لأمير المؤمنين والأئمة من ذريته عليهم السلام ذلك ، للاتفاق على أنهم لم يعبدوا قط غير الله تعالى ، ولا سجدوا لأحد سواه ، وكان مثلهم في التوراة والأنجيل واقعا موقعه على ما وصفناه ، مستحقا به المدحة قبل كونه لما فيه من الأخلاص لله سبحانه على ما بيناه . ووافق دليل ذلك برهان الخبر عمن ذكرناه من علماء آل محمد صلوات الله عليهم ، بما دل به النبي صلى الله عليه وآله من مقاله الذي اتفق العلماء عليه ، وهذا أيضا مما لا يمكن التخلص منه مع الأنصاف .
...
ويؤكد ذلك أن الله تعالى مدح من وصف بالآية بما كان عليه في الحال ، ولم يقض بمدحه له على صلاح العواقب ، ولا أوجب العصمة له من الضلال ، ولا استدامة لما استحق به المدحة في الاستقبال . ألا ترى أنه سبحانه قد اشترط في المغفرة لهم والرضوان الأيمان في الخاتمة ، ودل بالتخصيص لمن اشترط له ذلك ، على أن في جملتهم من يتغير حاله فيخرج عن المدح إلى الذم واستحقاق العقاب ، فقال تعالى فيما اتصل به من وصفهم ومدحهم بما ذكرناه من مستحقهم في الحال : { كزرع أخرج شطئه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما }
فبعضهم في الوعد ولم يعمهم به ، وجعل الأجر مشترطا لهم بالأعمال الصالحة ، ولم يقطع على الثبات ، ولو كان الوصف لهم بما تقدم موجبا لهم الثواب ، ومبينا لهم المغفرة والرضوان ، لاستحال الشرط فيهم بعده وتناقض الكلام ، وكان التخصيص لهم موجبا بعد العموم ظاهر التضاد ، وهذا ما لا يذهب إليه ناظر ، فبطل ما تعلق به الخصم من جميع الجهات ، وبان تهافته على اختلاف المذاهب في الأجوبة والإسقاطات ، والمنة لله .
وقال السيد الطبطبائي في تفسير الميزان ج 81 ص 301 :
( من ) للتبعيض على ما هو الظاهر المتبادر من مثل هذا النظم ويفيد الكلام اشتراط المغفرة والأجر العظيم بالأيمان حدوثا وبقاء وعمل الصالحات فلو كان منهم من لم يؤمن أصلا كالمنافقين الذين لم يعرفوا بالنفاق كما يشير إليه قوله تعالى : ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) التوبة : 101 ، أو آمن أولا ثم أشرك وكفر كما في قوله : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى - إلى أن قال - ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) سورة محمد : 30 . أو آمن ولم يعمل الصالحات كما يستفاد من آيات الافك وآية التبين في نبأ الفاسق وأمثال ذلك لم يشمله وعد المغفرة والأجر العظيم . ونظير هذا الاشتراط ما تقدم في قوله تعالى : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) ، ويؤيده أيضا ما فهمه ابن عباس من قوله تعالى : ( فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم ) حيث فسره بقوله : إنما أنزلت السكينة على من علم منه الوفاء ، وقد تقدمت الرواية .
ـــــــــــــــــــــــــــــ الهامش ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 )
أبو دجانة الانصاري : صحابي ، شجاعا بطلا ، له آثار جميلة في الأسلام ، شهد بدرا ، وثبت يوم احد ، وأصيب بجراحات كثيرة ، واستشهد باليمامة في الاسلام ( 11 ه ) " معجم

 

ـــــــــــ ،،،،،،،،،،،،،، ــــــــــ

 

وقد داخل الأخ العزيز منصور أبو حسن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى لله على رسول الله والذين آمنوا معه
أقول للأخ (أسد الله الغالب) وفقه الله ، ما الضير لو كانت الآية خبرية و مع ذلك لا يصح الاحتجاج بها على دخول القوم فيها.
وأنا سأوافق الرأي القائل بأنها خبرية ولنرى النتائج وخاصة بعد تفسير المعية
أولا: لو كان المقصود بالمعية في الآية مكانية فالمكان يجمع المؤمن والكافر والبهائم
فهل الآية تخصهم جميعا مع منافقيهم وخيلهم و دوابهم والخ
ثانيا: لو كانت المعية مكانية او زمانية فأين هم من الحديث الذي رواه البخاري ومسلم:
(
ما بعث الله من نبي و لا استخلف من خليفة الا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحثه عليه وبطانة تأمره بالشر (أو السوء) وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله)
صحيح البخاري (4 : 173)
وأرجو التدقيق في معنى بطانة، فهل هم من الاصحاب عموما أم من المقربين كبطانة الملك التي تسكن معه في القصر الملكي ولها شأن في إدارة الامور. أنها بطانة طبطانة القميص الذي تلبسه فتلامس جلدك، أي أنه في بيتك
فهل الآية الكريمة تصف أو تنطبق أيضا البطانة الأخرى (بطانة الشر) مع التسليم بأنها خبرية؟
فإذا أحتملنا ان الذين نحن بصدد النقاش حولهم من البطانة التي تحضه على الخير، فهل يمكن للأخوان من المخالفين لنا أن يذكروا لنا أسماء البطانة التي تأمره بالشر وتحضه عليه؟؟؟!!!
ولتبسيط السؤال سأضع لكم ترك فيه للمساعدة فيما إذا كان صعبا:
س: عدد فقط ثلاثة أسماء من بطانة الشر التي كانت مع النبي؟
ثالثا:
بعد مراجعة موارد المعية في القرآن يتبين منها ما يلي:
أن محمد رسول الله والذين معه (وليس ضده) على (الشدة والرحمة...) أي على هذه الصفات:
الشدة على الكفار بحيث لم تشهد لهم الغزوات بالهزائم والفرار في أحد وفي حنين وفي غيرها ولم تشهد لهم بالخذلان كما في خيبر فأعطى الراية الى رجل يحب الله ورسوله ويحبانه كرار غير فرار يفتح الله على يديه وشهد القرآن له بالحب والاتباع والمغفرة: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
و أنهم رحماء بينهم ومن أرحم من يرحم رحِم رسول الله و لا يظلمهم أو يؤذيهم فيدع بضعة رسول الله ص تموت من الوجد في زهرة العمر و لا يكونوا من الذين أسسوا أساس الظلم والجور على أهل البيت فمكنوا الطلقاء من الحكم فجعلهم الله أئمة يدعون إلى النار حتى قاتَلوا أمير المؤمنين وقتلوا عمارا وهو يدعوهم إلى الجنة وقتلوا سيدا شباب أهل الجنة والخ
أن هذه الصفات لا يستطيع الناس ادّعاءها
فلو ادعى منهم الجود والإنفاق كذبوا وانكشفوا لأن فلانا دفن أصوعة التمر عندما أمره النبي (ص) بالإنفاق .. ولم ينفق لا هو ولا أحدٌ سواه درهماً واحداً لمناجاة النبي (ص) حينما نزل قانون التصّدق قبل التقدم بمناجاته ، فتركوه عشرة أيام لا يراه سوى علي بن أبي طالب!!
وإن ادّعوا الشجاعة والشدة على الكفار فضحوا أنفسهم. فهم كانوا يفرّون من أضعف المقاتلين.. ويظهرون شجاعتهم على الأسرى والنسوان فقط!
فلو تتبعت شجاعة الثاني في التاريخ تجده كذلك ولن تجد قتيلاً واحداً من الكفار بسيفه ولا سيف الاول و لا الثالث.
وفي أحد ولّى الثالث هارباً حتى قيل ( ذهب بها عريضة).. وغاب ثلاثة أيام عن معركة أحد وفيهم نزلت : "لو يجدون ملجأ أو مغارات" الآية .
وفرّ الثلاثة في حنين وفرّوا في خيبر وفرّّوا وتولوا الادبار في أكثر ميادين الزحف.
فكيف يُقرنون مع مَن عُرِف عنه أنه يعزله النبي ص عن تبليغ سورة براءة كمـا فعل مع فلان فأرجعه وأرسله بدلاً عنه وقال : لا يبلّغ عني إلاّ أنا ورجلٌ مني . فأنت لست منه لأنك لو كنت مؤمناً لكنت منه لقوله تعالى :" فمن تبعني فإنه مني" ، ولفظ (مني) له صلة وثيقة باتباع النبي ص فمن لم يتبعه فليس منه {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
ولا جعله أي الإمام ع مأموراً في بعث أسامة بن زيد وهو لم يبلغ العشرين من عمره وهو ابن مولاه كما فعل بك ، فالعجب إنك تحت إمرته وأضحيت وأنت تؤمّر ابن زيد وتنفذ سريته التي امتنعتَ عن الذهاب بها وأظهرت العصيان .
ولا كان عليا خائفاً في الغار مثلك بل نام على فراشه والقوم محيطون به وفداه بنفسه ، ولم يدخل العريش يوم بدر بل تلقّى القوم وقاتل وقتل صناديدهم وأنت مستتر في العريش .
نعم خرجوا بعد ذلك وأبدوا شجاعة عظيمة على الأسرى!!
قال تعالى: {وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَ لَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَ وَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ}
ولم يكن لعلي علاقة عجيبة بالشيطان حتى إذا رآه خرّ لوجهه ساجدا، بينما لم يسجد الشيطان لنبي الله آدم ع، لأنه لا يسجد إلا لولي من أوليائه وترى أنه أكتفى به في وادٍ وسلك واديا آخر، على العكس من أولياء الله الذين كان يسعى حثيثا ورائهم ويتربص بهم دوائر السوء ليفتك بهم هو وجنده
فهل يكفي ذلك أم أزيدنكم؟ وهل تنطبق تلك الصفات الخبرية على أولئك؟
وهل المعية تصدق على كل من اقتحم معهم في المجموعة؟
هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ
ومن هم الجماعة العظيمة من (أصحابي يقاد بهم الى النار) ألم يكونوا معه بالمعية المكانية التي تجمدون عليها؟
ثم أنهم كذلك كانوا يفهمون سطحيا (كما يفهم السلفية الآن) أن المعية المكانية كفيلة بتخليصهم، كما شهد بذلك القرآن:
يُنادُونَهُمْ أَ لَمْ نَكُنْ معَكُمْ قالُوا بَلى وَ لكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَ تَرَبَّصْتُمْ وَ ارْتَبْتُمْ وَ غَرَّتْكُمُ الأَْمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَ غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
لكن المعية الحق هي معية إتباع وتصديق وأيمان (علي مني وأنا من علي)
وَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ
وليس معية ظلم:
وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً
لاحظ قوله (اتخذت مع الرسول) أي بما انه رسول
فلذلك قال:
{ محمد رسول الله والذين معه} أي معه على رسالة الله وليس ضدها
ثم لاحظ قوله تعالى:
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ إِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ
وهذه معية على أمر جامع
وهناك معيات أخرى بحسب الأمر الذي يجمعهم كقوله:
وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
وهذه معية على الانتظار فقط
ولكن أعظم معية هي في قوله:
فَافْتَحْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِي وَ مَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
معية على الأيمان فبينها بقوله (ومن معي من المؤمنين) أي ليس كل من كان معي بمجرد المعية مهما كان سببها ولكن المعية بسبب الأيمان، معية الهدى على السبيل الأقوم والمحجة البيضاء
ثم وعد بعد ذلك الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات أجرا عظيما
فلماذا لا تكون (من) تبعيضية وذلك أنه ليس كل من آمن سيؤتى أجرا عظيما بل الأجر العظيم لمن كان عظيم الايمان، وكل الأجر لكل الايمان نحو قوله (ص) :
لقد برز الايمان كله الى الشرك كله
فليس مؤمنٌ الا وقد اقتبس من ذلك الايمان الكلي جزءاً ليُعرف به، كقوله (ص):
بك يا علي سيعرف المؤمنون من بعدي
وصلى الله على محمد وآله
إني معكم معكم لا مع أعدائكم
ورحم الله الذين كانوا معكم في الشدة والرخاء والعافية والبلاء

،،،،،،،،،،،،، ـــــــــــــــــــ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،


ومن مداخلة للأخ العزيز سيف بتار :
....
سيرة ابن كثير / ج: 4 ص: 34 :
وقال ابن لهيعة عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير يقال : لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك إلى المدينة هم جماعة من المنافقين بالفتك به وأن يطرحوه من رأس عقبة في الطريق ، فأخبر بخبرهم ، فأمر الناس بالمسير من الوادي وصعد هو العقبة ، وسلكها معه أولئك النفر وقد تلثموا ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان أن يمشيا معه ، عمار آخذ بزمام الناقة وحذيفة يسوقها .فبينما هم يسيرون إذ سمعوا بالقوم قد غشوهم . فغضب رسول الله وأبصر حذيفة غضبه فرجع إليهم ومعه محجن فاستقبل وجوه رواحلهم بمحجنه ، فلما رأوا حذيفة ظنوا أن قد أظهر على ما أضمروه من الأمر العظيم ، فأسرعوا حتى خالظوا الناس . وأقبل حذيفة حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهما فأسرعا حتى قطعوا العقبة ووقفوا ينتظرون الناس ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة : هل عرفت هؤلاء القوم ؟ قال : ما عرفت إلا رواحلهم في ظلمة الليل حين غشيتهم . ثم قال : علمتما ما كان من شأن هؤلاء الركب ؟ قالا : لا . فأخبرهما بما كانوا تمالاوا عليه وسماهم لهما واستكتمهما ذلك ! فقالا : يا رسول الله أفلا تأمر بقتلهم ؟ فقال : أكره أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه .

 

،،،،،،،،،،،،،،، ــــــــــــــــــــــ ،،،،،،،،،،،،،،،،


يقول الأخ ميزان العدل :
بقي هذا الذي تتجاهله وما أكثر ما تجاهلت حبث لم تبين لنا قصدك من سؤالك وهو :
(هل أتصف عمر وأبو بكر وعثمان بهذه الصفات ؟ ننتظر الإجابة! ) .فلا يخلو الجواب من نعم أو لا . فأيهم تختار أنت .

أسد الله الغالب :
قوله تعالى { أشد على الكفار } وقد فر عثمان في أحد كما أخبر البخاري فأين الشدة على الكفار هذا مثال بسيط جدا لتفهم مرادي ولتفهم قولي السابق من أنه لائحة الشروط التي يجب أن تتوفر فيما أراد أن ينتسب إلى الكون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فالأمثلة التي تحكي انتفاء هذه العناويين عن كثير ممن يدع أنهم ممن تنطبق عليهم هذه العناويين
ويقول الأخ ميزان العدل :
قال تعالى :
(الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ) سورة آل عمران آية رقم 172 .
ما رأيك بهذه الآية بدون هروب حيث سبق أن سألتك عنها ولم تجب . وهل ( من ) هنا بيانية أم للتبعيض .

أسد الله الغالب :
بل قد أجبتك بجواب عام حيث قلت لك أن النحاة وضعوا لمن البيانية علامات للحكم بكونها بيانية حيث قلت لك سابقا قال ابن هشام ( الثالث : بيان الجنس وكثير ما تقع بعد ما ومهما وهما بها أولى لإفراط إبهامهما نحو { ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها } و{ وما ننسخ من آية } و{ مهما تأتنا به من آية } وهي ومخفوضها في ذلك في موضع نصب على الحال ومن وقوعها بعد غيرهما { ويحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون خضرا من سندس واستبرق } والشاهد في غير الأولى فإن تلك للابتداء وقيل زائدة ونحو { ما جتنبوا الرجس من الأوثان } وأنكر مجيء ((من )) لبيان الجنس قوم وقالوا هي في { من ذهب } و{ من سندس } للتبعيض وفي { من الأوثان } للابتداء وهذا تكلف ...) أقول : انظر إلى ( من ) التي لبيان الجنس فيه بيان منكر لها على نحو الإطلاق وبين من لا يسلم للشواهد ويرى تخريجات أخرى فيها فهي ليست محل إجماع أصلا ولا شواهدها .
وسأنقل لك قول عباس حسن(2) في كتابه ( النحو الوافي ) المجلد 2 ص 458 ط دار المعارف ( من : حرف يجر الظاهر والمضمر ويقع أصليا وزائدا ... ويتردد بين أحد عشر معنى :
1
ـ التبعيض : ....
2
ـ بيان الجنس : ( 3) وعلامتها : أن يصح الإخبار بما بعدها عما(4) قبلها كقولهم اجتنب المستهترين من الزملاء فالزملاء فئة من جنس عام هو المستهترون فهي نوع يدخل تحت جنس ( المستهترين ) الشامل للزملاء وغير الزملاء وكقولهم : تخير الأصدقاء من الأوفياء ... أي الأصدقاء الذين هم جنس ينطبق على فئة منهم لفظ ( الأوفياء ) وهذا الجنس عام يشمل بعمومه الأفياء وغيرهم .
ـــــــــــــــــــ الهامش ــــــــــــــــــــــ
3
ـ وفي الهامش قال ( أي بيان أن ما قبلها ـ في الغالب جنس عام يشمل ما بعدها أكثر وأكبر كالمثال الأول الآتي وقد يكون العكس نحو هذا السوار من ذهب وهذا باب من خشب ثم قال أنظر هامش : رقم 5 من ص 416 وهو هذا ( من البيانية : من التي تبين جنس ما قبلها أو نوعه ) .
4
ـ وفي الهامش قال ( له علامة أخرى : أن يصح حذف ( من ) ووضع اسم موصول مكانها مع ضمير يعود إلى ما قبلها . هذا إن كان ما قبلها معرفة فإن كان نكرة فعلامتها أن يخلفها الضمير وحده نحو أساور من ذهب أي هي ذهب انتهى .
ومثله هذا تجده في كتاب ضياء السالك إلى أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك للمفتش العام للغة العربية والشئون الدينية بوزارة التربية والتعليم ج 2 ص 251 ط مكتبة ابن تيمية القاهرة وفي كتاب المعجم المفصل في النحو العربي للدكتورة عزيزة فوال بابتي ج 2 ص 1062 ط دار الكتب العلمية ( من البيانية : اصطلاحا : هي حرف يفيد بيان جنس ما قبله فيكون ما بعده تميزا للمبهم الواقع قبله كقوله تعالى { يحلون فيها من أساور من ذهب } وكثيرا بعد ما ومهما مثل ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
أقول : أ ترى أن هذه العلامات يمكن أن تحقق ولو بعض في توجيهك للآية ؟ يا أخي الحبيب ...هذا وسيأتي توضيحات أكثر للموضوع لاحقا إن شاء الله وأعلم أن هذه الآية تؤكد ما أذهب إليه من فهم للآية محل البحث حيث خصت الوعد بالأجر للذين أحسنوا وتقوا ولو كان يريد الجميع لفال لهم أجر عظيم لا أن يخص الأجر لمن عمل منهم وأتقى ! ففهم هداك الله

والجمل التي ظاهرها الإخبار والمقصود بها الدعاء كثيرة جدا في كلام العرب ومنها :
( رحم الله والديك ) و ( بارك الله فيك ) و ( أصلحك الله ) و ( عفا الله عنك ) و ( رضي الله عنه ) و ( غفر الله له ) و ( رحمه الله ) ....... الخ .وكلها في مجال الدعاء .....

،،،،،،،،،،،،، ـــــــــــــــــــــــ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


يقول الأخ الفاضل ميزان العدل :
أما بخصوص الآية : ( الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ) سورة آل عمران آية رقم 172 .
فقد أجبت عليها بجواب التعتيم والتمييع فأنا أسألك وللمرة الثالثة عن هذه الآية هل هي خبرية أم طلبية و ( من) هنا هل هي للتبعيض أم للبيان .
وللعلم فإن هذه الآية تمدح الذين استجابوا للرسول بخروجهم لمقاتلة الكفار من الغد بعد غزوة أحد .
أجب ولا تحيد ولا تعمم فأنا أسألك عن هذه الآية للمرة الثالثة وأنت تحيد عن الجواب .


أسد الله الغالب :
إليك تفسير قومك لها :
تفسير الطبري ج 4 ص 116 ط دار المعرفة:
{
الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ للَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }
يعنـي بذلك جل ثناؤه: وأن الله لا يضيع أجر الـمؤمنـين، الـمستـجيبـين لله والرسول، من بعد ما أصابهم الـجراح والكلوم؛ وإنـما عنى الله تعالـى ذكره بذلك الذين اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلـى حمراء الأسد فـي طلب العدو أبـي سفـيان، ومن كان معه من مشركي قريش منصرفهم عن أحد؛ وذلك أن أبـا سفـيان لـما انصرف عن أحد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي أثره حتـى بلغ حمراء الأسد وهي علـى ثمانـية أميال من الـمدينة، لـيري الناس أن به وأصحابه قوة علـى عدوهم. كالذي:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن مـحمد بن إسحاق، قال: ثنـي حسان بن عبد الله، عن عكرمة، قال: كان يوم أُحُد السبت للنصف من شوال؛ فلـما كان الغد من يوم أُحد، يوم الأحد لست عشرة لـيـلة مضت من شوال أذّن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فـي الناس بطلب العدو، وأذن مؤذنه أن لا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا بـالأمس، فكلـمه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، فقال: يا رسول الله إن أبـي كان خـلفنـي علـى أخوات لـي سبع وقال لـي يا بنـي إنه لا ينبغي لـي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فـيهن، ولست بـالذي أوثرك بـالـجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علـى نفسي، فتـخـلف علـى أخواتك فتـخـلفت علـيهن. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج معه. وإنـما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبـا للعدو، لـيبلغهم أنه خرج فـي طلبهم لـيظنوا به قوة، وأن الذي أصابهم لـم يوهنهم عن عدوهم.
........
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: فقال الله تبـارك وتعالـى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـابَهُمُ الْقَرْحُ }[آل عمران:271]: أي الـجراح، وهم الذين ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم أُحد إلـى حمراء الأسد علـى ما بهم من ألـم الـجراح. {لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَوْاْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }[آل عمران:271].
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـابَهُمُ الْقَرْحُ }[آل عمران:271]... الآية، وذلك يوم أُحد بعد القتل والـجراح، وبعد ما انصرف الـمشركون أبو سفـيان وأصحابه، فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا عِصَابةٌ تَشدُّ لأمْرِ الله تَطْلُبُ عَدُوَّها؟ فإنه أنْكَى للعَدُوّ، وأبْعَدُ للسَّمعِ» فـانطلق عصابة منهم علـى ما يعلـم الله تعالـى من الـجهد.
حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قال: إن الله جلّ وعزّ قذف فـي قلب أبـي سفـيان الرعب ـ يعنـي: يوم أُحد ـ بعد ما كان منه ما كان، فرجع إلـى مكة، فقال النبـيّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أبـا سُفْـيان قَدْ أصاب مِنْكُمْ طَرفـا وقَدْ رجَع وقَذف اللَّهُ فـي قَلْبِهِ الرُّعْب». وكانت وقعة أُحد فـي شوّال، وكان التـجار يقدمون الـمدينة فـي ذي القعدة، فـينزلون ببدر الصغرى فـي كل سنة مرة. وإنهم قدموا بعد وقعة أُحد، وكان أصاب الـمؤمنـين القرح، واشتكوا ذلك إلـى نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم، واشتدّ علـيهم الذي أصابهم. وإن رسول الله ندب الناس لـينطلقوا معه، ويتبعوا ما كانوا متبعين،وقال: «إنّـما يَرْتَـحِلُونَ الآنَ فَـيَأْتُونَ الـحَجَّ ولا يَقْدِرُونَ علـى مِثْلِها حَتّـى عام مُقْبل» فجاء الشيطان فخوّف أولـياءه فقال: إن الناس قد جمعوا لكم. فأبى علـيه الناس أن يتبعوه، فقال: «إنـي ذَاهِبٌ وإنْ لـم يَتْبَعْنـي أحَدٌ لأُحَضِّضَ النَّاسَ» فـانتدب معه أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلـيّ والزبـير وسعد وطلـحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن الـيـمان وأبو عبـيدة بن الـجرّاح فـي سبعين رجلاً. فساروا فـي طلب أبـي سفـيان، فطلبوه حتـى بلغوا الصفراء، فأنزل الله تعالـى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَوْاْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }[آل عمران:271].
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرت أن أبـا سفـيان بن حرب لـما راح هو وأصحابه يوم أُحد قال الـمسلـمون للنبـيّ صلى الله عليه وسلم: إنهم عامدون إلـى الـمدينة، فقال: «إنْ ركِبُوا الـخَيْـل وتَركُوا الأثْقال فإنَّهُمْ عامِدُون إلـى الـمَدِينَةِ، وإنْ جَلَسُوا علـى الأثْقالِ وتَركُوا الـخَيْـل فَقَدْ أرْعَبَهُمُ اللَّهُ ولَـيْسُوا بِعامِدِيها»، فركبوا الأثقال، فرعبهم الله. ثم ندب ناسا يتبعونهم لـيُروا أن بهم قوّة، فـاتبعوهم لـيـلتـين أو ثلاثا، فنزلت: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـابَهُمُ الْقَرْحُ }[آل عمران:271]. فوعد تعالـى ذكره مـحسن من ذكرنا أمره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـابَهُمُ الْقَرْحُ }[آل عمران: 271] إذا اتقـى الله فخافه، فأدّى فرائضه وأطاعه فـي أمره ونهيه فـيـما يستقبل من عمره أجرا عظيـما، وذلك الثواب الـجزيـل، والـجزاء العظيـم، علـى ما قدّم من صالـح أعماله فـي الدنـيا)

وفي تفسير ابن كثير ج 2 ص 141 ط دار إحياء التراث العربي ( وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب الناس لينطلقوا معه ويتبعوا ما كانوا متبعين، وقال «إنما يرتحلون الآن فيأتون الحج، ولا يقدرون على مثلها حتى عام مقبل» فجاء الشيطان فخوّف أولياءه، فقال: إن الناس قد جمعوا لكم، فأبى عليه الناس أن يتبعوه، فقال «إني ذاهب وإن لم يتبعني أحد لأحضض الناس» فانتدب معه أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي والزبير وسعد وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح في سبعين رجلاً ..) .
وفي تفسير الطبري ج 4 ص 276 ط دار الكتب العلمية ( ...نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بإتباع المشركين، وقال: «لا يخرج معنا إلا من شهدها بالأمس» فنهض معه مائتا رجل من المؤمنين. في البخاريّ فقال: «من يذهب في إثرهم» فانتدب منهم سبعون رجلاً ... وقيل: إن الآية نزلت في رجلين من بني عبد الأَشْهل كانا مُثْخَنَين بالجراح، يتوكّأ أحدهما على صاحبه، وخرجا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فلما وصلوا حمرَاء الأسد، لقيهم نُعيم بن مسعود فأخبرهم أن أبا سفيان بن حرب ومن معه من قريش قد جَمَعُوا جُموعهم، وأجمعوا رأيهم على أن يأتوا إلى المدينة فيستأصلوا أهلها؛ فقالوا ما أخبرنا الله عنهم ).
وفي الدر المنثور ج 2 ص 383 ط دار الفكر ( وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع «أن النبي صلى الله عليه وسلم وجه عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: إن القوم قد جمعوا لكم {قَالُواْ حَسْبُنَا * اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }[المائدة:401-371] فنزلت فيهم هذه الآية...».
أقول : لو تلاحظ أخي الفاضل ميزان أنه عني بذلك بعض الصحابة وهم من حضر معركة الأمس (أحد) بل من أصيبوا بالقرح والجراح منهم بل وليس كلهم فبعضهم استأذن واعتذر كما في جابر بن عبد الله بن حرام وفي عبارة ( ندب ناسا ) وكذا ( ألا عصابة ) ما يوضح ذلك مثلا وكما قلت ليس كل من انتدب خرج معه فإن من انتدب كانوا 200 ولكن النبي الأعظم اختار منهم فقط 70 بل بل أنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ومن معه لما بعثهم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قيل أن الآية إنما نزلت في رجلين من بني عبد الأشهل ( .. وأخرج ابن إسحق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان «أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبد الأشهل كان شهد أحدا قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أنا وأخ لي فرجعنا جريحين، فلما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو قلت لأخي، أو قال لي: تفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ما لنا من دابة نركبها، وما منا إلا جريح ثقيل. فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا منه، فكنت إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد. وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأقام بها ثلاثا. الإثنين، والثلاثاء، والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة. فنزل {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ }[آل عمران:271] الآية.
قول من قال ( والمقصود من ذكر الوصفين المدح والتعليل لا التقييد ) هذا خلاف الظاهر المتبادر إذا أن الذي يفهم أن الأجر العظيم أنما هو لمن تحقق فيه الإحسان واتقوى الله لا أنها للتعليل ولذا قال الطبري ( فوعد تعالـى ذكره مـحسن من ذكرنا أمره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـابَهُمُ الْقَرْحُ }[آل عمران: 271] إذا اتقـى الله فخافه، فأدّى فرائضه وأطاعه فـي أمره ونهيه فـيـما يستقبل من عمره أجرا عظيـما، وذلك الثواب الـجزيـل، والـجزاء العظيـم، علـى ما قدّم من صالـح أعماله فـي الدنـيا) لحظ أن الطبري قال وعد محسن من ذكرنا واشترط البقاء على الوفاء في المستقبل !!! أو تأمل (وإنهم قدموا بعد وقعة أُحد، وكان أصاب الـمؤمنـين القرح، واشتكوا ذلك إلـى نبـيّ الله صلى الله عليه وسلم، واشتدّ علـيهم الذي أصابهم. وإن رسول الله ندب الناس لـينطلقوا معه، ويتبعوا ما كانوا متبعين، وقال: «إنّـما يَرْتَـحِلُونَ الآنَ فَـيَأْتُونَ الـحَجَّ ولا يَقْدِرُونَ علـى مِثْلِها حَتّـى عام مُقْبل» فجاء الشيطان فخوّف أولـياءه فقال: إن الناس قد جمعوا لكم. فأبى علـيه الناس أن يتبعوه، فقال: «إنـي ذَاهِبٌ وإنْ لـم يَتْبَعْنـي أحَدٌ لأُحَضِّضَ النَّاسَ» فـانتدب معه أبو بكر الصديق وعمر وعثمان وعلـيّ والزبـير وسعد وطلـحة وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وحذيفة بن الـيـمان وأبو عبـيدة بن الـجرّاح فـي سبعين رجلاً. فساروا فـي طلب أبـي سفـيان، فطلبوه حتـى بلغوا الصفراء، فأنزل الله تعالـى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَـابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَوْاْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }[آل عمران:271]. فقوله فأبى عليه الناس أن يتبعوه مما يدل على أن من كان معه أكثر من 200 والمستجيبون 200 والذين خرجوا معه 70 هذه النتيجة المستخلصة مما سبق

 


عند الشيعة الكرام :
وفي روايتنا أنها نزلت في أمير المؤمنين عليهم السلام وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أثر أبي سفيان فاستجابوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ) كما تفسير الحبري المجلد 1 ص 251 وتفسير الفرات الكوفي ج 1 ص 99وتفسير العياشي ج 1 ص 206 وتفسير البرهان ج 1 ص 713 وكنز الدقائق
قال السيد الطباطبائي ج (قصر الوعد على بعض أفراد المستجيبين لأن الاستجابة فعل ظاهري لا يلزم حقيقة الإحسان والتقوى اللذين عليهما مدار الأجر العظيم وهذا من عجيب مراقبة القرآن في بيانه حيث لا يشغله شأن عن شأن ومن هنا يتبين أن هؤلاء الجماعة ما كانوا خالصيين لله في أمره بل كان فيهم من لم يكن محسنا متقيا يستحق عظيم الأجر من الله سبحانه ..).
وقال السيد فضل ج 6 ص 250 { للذين أحسنوا وأتقوا } ربما تستشعرمن هذه الفقرة في الآية .. أن الله يعطي ثوابه للذين يتحركون في مواقفهم من مواقع التقوى والإحسان الكامنة في نفوسهم المتحركة في أعمالهم المستقبلية في الخط المستقيم ).
وفي تفسير المنير { للذين أحسنوا وأتقوا }أي استمروا في إحسانهم إلى أنفاسهم وعقائدهم بالثبات عليها والذب عنها وللم ينقلبوا على أعقابهم ولم يهدموا ما قام من بنائهم ).
هذا سبق أن ذكرت لك كلام النحاة حيث قلت لك :
قد أجبتك بجواب عام حيث قلت لك أن النحاة وضعوا لمن البيانية علامات للحكم بكونها بيانية

،،،،،،،،،،،،،،،، ــــــــــــــــــــــــــــــ،،،،،،،،،،،،،،


ويقول الأخ ميزان العدل معلقا على آية ( وعباد الرحمن )
(
هذه لو سلمنا أنها طلبية فقد جاءت وفق القاعدة حيث تصدرت بالفعل المضارع ( يمشون ، يبيتون ، يقولون ، لم يسرفوا ، لم يقتروا ، لايدعون ، ولا يقتلون ، ولا يزنون ) .


أسد الله الغالب :
وقد رددنا أمثال ذلك في ردنا السابق . قد أغفل قوله ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)غفلة أو عمدا لأنها لا تخدمه فلماذا لم يقل الله يقولوا سلاما ؟! فهو وإن قال { قالوا }إلا أنها بمعنى يقولون أليس كذلك ؟! ويؤكد ما أقول قوله سبحانه وتعالى ويوكد هذا المعنى آخر الآية فتأملها { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} تأمل هذا المقطع منها { ...ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} حيث يقرر أن من يفعل ذلك منهم يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما وهذا يؤكد ما فهمته لو تأمل الأخ العزيز ميزان العدل !
فما رأين له تعليقا وقد سبق أن طرحت له مجموعة من الأمثلة وهي : فعندما يقول الأب لأحد أبنائه وقد رآه يضرب أخاه يا بني الإخوان رحماء بينهم متعاطفون ساعون لمساعدة بعضم البعض لا موارد عندهم للأحقاد فهي وإن كانت أخبارية ولكن المراد منها النهي هنا أي يبني لا تضرب أخوك أليس كذلك ؟!
عندما يقول المعلم لطلابه ناصحا لهم بضرورة القراءة والاجتهاد...فيقول الطالب المجتهد كثير الإطلاع أو يكثر الإطلاع ـ التلوين في الأسلوب لتأكيد عدم الحصر ـ مذاكر لدروسه ـ يذاكر دروسه نشيط في أداء الواجبات.. ذو أفق واسع فهذه الجمل وإن كانت إخبارية ولكنها إنشائية طلبية في المعنى والمراد كون هكذا أليس كذلك ؟! وهكذا عندما تقول البناءون الماهرون أشداء في بنائهم أقوياء لا فتور يعتريهم ...وهي واضحة في الدلالة على ما أريد وهي في صميم الموضوع فأغفلها الرجل !
وأن أوردتها له باسم الفاعل والمضارع وأتيتها بصيغة المبالغة للتتضح له الفكرة ولكن الرجل يبدو أم أنه فهم أو أنه لا يفهم ! فهذا الجمل قلنا أنها جمل إخبارية ولكن المراد منها ليس الأخبار عن أناس بعينهم بل تخبر عن الصفات الحقيقية التي يجب أن تتوفر في كل من أراد أن يكون مصداقا للآية وكذا الحال في الأمثلة السابقة فافهم ! فهي بمثابة اللائحة التي يجب أن تتوفر فيمن يريد الانتساب إلى هذه الدائرة أعني الكون مع النبي الأعظم صل الله عليه وآل وسلم ولذا قال { وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات } ولم يقل ( وعدهم ) فإن من تصف بذلك فهو مؤمن قطعا وعمل صالحا أليس كذلك فلم يخص الوعد بمن أمن وعمل صالحا ؟!
فكان جوابه ساخرا( هو فقياسا على كلامك يكون قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الحج عرفة ) جملة إنشائية طلبية لأن الرسول يطلب من المسلمين أن يحجوا من عرفة وهكذا بقية الجمل الإخبارية) والأمر مختلف باختلاف الأحوال والمعنى هنا بيان قيمة عرفة وأهمية الوقوف بها ليسعى المسلمون لاستثمار ذلك
وقد أورد العلامة الطباطبائي من القرآن على التبعيض ( وقال السيد الطبطبائي في تفسير الميزان ج 81 ص 301 : )من ) للتبعيض على ما هو الظاهر المتبادر من مثل هذا النظم ويفيد الكلام اشتراط المغفرة والاجر العظيم بالايمان حدوثا وبقاء وعمل الصالحات فلو كان منهم من لم يؤمن أصلا كالمنافقين الذين لم يعرفوا بالنفاق كما يشير إليه قوله تعالى : ( ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) التوبة : 101 ، أو آمن أولا ثم أشرك وكفر كما في قوله : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى - إلى أن قال - ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ) سورة محمد : 30 . أو آمن ولم يعمل الصالحات كما يستفاد من آيات الافك ( 1 ) وآية التبين في نبأ الفاسق وأمثال ذلك لم يشمله وعد المغفرة والاجر العظيم . ونظير هذا الاشتراط ما تقدم في قوله تعالى : ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) ، ويؤيده أيضا ما فهمه ابن عباس من قوله تعالى : ( فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم ) حيث فسره بقوله : إنما أنزلت السكينة على من علم منه الوفاء ، وقد تقدمت الرواية . ).
وأورنا أحاديث الحوض مما يؤكد له عدم إرادت هذا التعميم وأوردنا ..... وأوردنا ....ولم نرى عليها تعليق
هذه خلاصة الحوار بيني ـ أسد الله الغالب ـ وبين الأخ العزيز ميزان العدل
طعون سلفية مروعة جدا في الصحابة من القرآن الكريم والسنة والتاريخ !
http://www.yahawra.net/vb/showthread.php?t=5009

بحث وحوار أسد الله الغالب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة