تأديب العظيم شريك بن الأعور لمعاوية !
جمل من أنساب الأشراف المؤلف: أحمد بن يحيى بن جابر
بن داود البَلَاذُري (المتوفى: 279هـ) تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي الناشر: دار
الفكر – بيروت الطبعة: الأولى، 1417 هـ - 1996 م عدد الأجزاء: 13(5 / 114) رقم337-
الْمَدَائِنِيّ وغيره قالوا: دخل شريك الحارثي
على مُعَاوِيَة، وكان رجلًا دميمًا آدم شديد الأدمة شريفًا فِي قومه، فلما استقر
به المجلس أراد مُعَاوِيَة أن يضع منه فَقَالَ: إنك لشريك وما لله شريك، وإنك لابن
الأعور والصحيح خير من الأعور،وإنك لدميم حنزقرة أسود. فكيف سودك قومك؟ فَقَالَ شريك
: انك لِمُعَاوِيَةَ، وما مُعَاوِيَة إلا كلبه عاوت فاستعوت فسميت مُعَاوِيَة،
وإنك لابن صخر والسهل خير من الصخر، وإنك لابن حرب والسلم خير من الحرب، فكيف صرت
أمير المؤمنين؟ ثم خرج مغضبًا وهو يَقُول:
أيشتمني مُعَاوِيَة بْن صخر... وسيفي صارم ومعي
لساني
وحولي من ذوي يمن ليوث ... ضراغمة تهش إلى الطعان
يعير بالدمامة من سفاه ... وربات الحجال هي
الغواني
ذوات الحسن، والرئبال جهم ... شتيم وجهه ماضي
الجنان
فلا تبسط لسانك يا ابْن هِنْد ... علينا أن بلغت
مدى الأماني
فإن تك للشقاء لنا أميرًا ... فإنا لا نقيم على
الهوان).
تاريخ دمشق المؤلف: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة
الله المعروف بابن عساكر (المتوفى: 571هـ) المحقق: عمرو بن غرامة العمروي الناشر:
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع عام النشر: 1415 هـ - 1995 م عدد الأجزاء: 80
(74 و 6 مجلدات فهارس) (73 / 166)
[9963] شريك بن الأعور واسم الأعور الحارث الحارثي شاعر
من أهل البصرة. وفد على عمر بن الخطاب وكان من أصحاب علي، شهد معه الجمل وصفّين.
وفد على معاوية بن أبي سفيان. أخبرنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن كرتيلا، أنا أبو
بكر محمّد بن علي الخياط، أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجرودي، أنا أبو
جعفر أحمد بن أبي طالب، حدثني أبي أبو طالب علي بن محمّد، حدّثني أبو عمرو محمّد
بن مروان بن عمر السعيدي، حدّثني جعفر بن أحمد بن سعدان، نا الحسن بن جهور قال:
قال ابن الكلبي : زعموا أن معاوية جلس ذات يوم بين يديه السماطان، فدخل الناس
وأشراف العرب، ودخل فيمن دخل شريك بن الأعور الحارثي وافدا، فلما أن اطمأن به
مجلسه نظر إليه معاوية، فقال: ما اسمك؟ قال: شريك. فقال معاوية: ما لله من شريك ،
وإنك لأعور، والصحيح خير من الأعور، وإنك لدميم والجميل خير من الدميم، فبم سدت
قومك؟ فقال له شريك: والله لقد أحميت أنفي ولا بد من إجابتك، فو الله إنك لمعاوية،
وما معاوية إلّا كلبة عوت فاستعوت، وإنك لابن صخر، والسهل خير من الصخر، وإنك لابن
حرب والسلم خير من الحرب، وإنك لابن أمية، وما أمية إلا أمة صغرت فاستصغرت، فبم
سدت قومك ؟ فقال: يا غلام، أقمه، فقام شريك، وأنشأ يقول :
أيشتمني معاوية بن صخر وسيفي صارم ومعي لساني؟
وحولي من ذوي يمن ليوث ضراغمة تهشّ إلى الطعان
يعيرني الدمامة من سفاه وربات الحجال من الغواني
ذوات الدلّ في خيرات عصب يحيون الهجان مع الحسان
فلا تبسط لسانك يابن حرب علينا إذ بلغت مدى
الأماني
فإن تك للشقاء لنا أميرا فإنا لا نقر على
الهوان )(1)
أخبار الوافدين من الرجال من أهل البصرة والكوفة على
معاوية بن أبي سفيان المؤلف: العباس بن بكار (أو ابن الوليد بن بكار) الضبي
(المتوفى: 222هـ) المحقق: سكينة الشهابي الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت – لبنان
الطبعة: الأولى، 1403هـ - 1983م (1 /
36)( وَأدْخل من بعده
شريك الْأَعْوَر وَسلم عَلَيْهِ بالإمارة وَكَانَ شريك قَصِيرا فَقَالَ لَهُ
مُعَاوِيَة مَا انت وَيحك قَالَ أَنا من لَا تنكره وَلَا تجهله أَنا شريك
الْحَارِثِيّ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة انك لِشَرِيك وَالله مَا لَهُ شريك وَإنَّك
لاعور وَالصَّحِيح خير من الْأَعْوَر فَكيف سدت قَوْمك فَقَالَ شريك يَا
مُعَاوِيَة انك لمعاوية وَمَا مُعَاوِيَة إِلَّا كلبة عوت واستعوت وانك لِابْنِ
صَخْر والسهل خير من الصخر وانك ابْن حَرْب وَالسّلم خير من الْحَرْب وانك ابْن
أُميَّة وَمَا أُميَّة إِلَّا أمة صغرت فَكيف صرت أَمِير الْمُؤمنِينَ وَاعْلَم
بِأَنِّي خلفت خَلْفي اذرعا شدادا ورجالا انجادا وَأَنا سيدهم اقيم بهَا عوجك
ويقرى بهَا ضيفك ويعز بهَا الذَّلِيل ويذل بهَا الْعَزِيز
فَأمر بِإِخْرَاجِهِ فَأخْرج وَهُوَ يَقُول
ايشتمني مُعَاوِيَة بن حَرْب ... وسيفي صارم
وَمَعِي لساني
وحولي من بني عمي لُيُوث ... ضراغمة تهش إِلَى
الطعان
يعيرني الدمامة من سفاه ... وربات الخدود هِيَ
الغواني
فَلَا تبسط لسَانك يَا بن حَرْب ... علينا قد بلغت
مدى الْأَمَانِي
فَإِن تَكُ للشقاء لنا أَمِيرا ... فَإنَّا لَا
نقر على الهوان ...
فان تَكُ فِي أُميَّة فِي ذراها ... فَإِنِّي فِي
بني عبد المدان
وَلَو اني بليت بهاشمي ... خؤولته بَنو عبد المدان
لهان عَليّ مَا القى وَلَكِن ... تَعَالَى وانظري
بِمن ابتلاني
قَالَ ونهض وَدخل على أُخْته أم الحكم فَقَالَ
لَهَا كَيفَ رَأَيْت يَا أختاه قَالَت مَا رَأَيْت أحدا هُوَ أذلّ مِنْك وَلَقَد
هَمَمْت ان أخرج إِلَيْهِم لاجل مَا استخفوا بك وأوعدوك من المواعيد فَقَالَ لَهَا
مُعَاوِيَة لَا تتحدثين مَا نلْت هَذَا الْأَمر إِلَّا بالحلم والرفق وَإِنَّمَا
هَؤُلَاءِ نفر من شيعَة على بن أبي طَالب ثمَّ أَمر بِأَن يخلع عَلَيْهِم
وَأَجَازَهُمْ الجوائز السّنيَّة وردهم مكرمين إِلَى الْكُوفَة وَالْبَصْرَة ).
ـــــــــ الهامش ــــــــــ
1ـ سمط النجوم
العوالي في أنباء الأوائل والتوالي المؤلف: عبد الملك بن حسين بن عبد الملك
العصامي المكي (المتوفى: 1111هـ) المحقق: عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1998 م عدد الأجزاء:
4(3 / 131)وأخبار الوافدين من الرجال على معاوية بن أبي سفيان (1 / 47) والاشتقاق
المؤلف: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (المتوفى: 321هـ) تحقيق وشرح: عبد
السلام محمد هارون الناشر: دار الجيل، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى، 1411 هـ -
1991 م عدد الأجزاء: 1 (1 / 401) والأنساب = أنساب العرب = تَارِيخِ العَوْتَبِي
المؤلف: أبو المنذر سلمة بن مسلم بن إبراهيم الصحاري العوتبي (العُمَاني الإباضي)
نسبة الى عَوْتَب وهي منطقة في صُحار كانت تسمى في القديم: عوتب الخيام (المتوفى:
511هـ) [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع]ج 1 ص 139 وهامش البرصان والعرجان
والعميان والحولان المؤلف: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو
عثمان، الشهير بالجاحظ (المتوفى: 255هـ) الناشر: دار الجيل، بيروت الطبعة: الأولى،
1410 هـ عدد الأجزاء: 1 (1 / 474) و ربيع الأبرار ونصوص الأخيار المؤلف: جار الله
الزمخشري توفي 583 هـ الناشر: مؤسسة الأعلمي، بيروت الطبعة: الأولى، 1412 هـ عدد
الأجزاء: 5 (2 / 72) و الحماسة البصرية المؤلف: علي بن أبي الفرج بن الحسن، صدر
الدين، أبو الحسن البصري (المتوفى: 659هـ) المحقق: مختار الدين أحمد الناشر: عالم
الكتب – بيروت عدد الأجزاء: 2 (1 / 70) رقم149 والمستطرف في كل فن مستطرف المؤلف:
شهاب الدين محمد بن أحمد بن منصور الأبشيهي أبو الفتح (المتوفى: 852هـ) الناشر:
عالم الكتب – بيروت الطبعة: الأولى، 1419 هـ عدد الأجزاء:1 (1 / 69)
تابع بحوث أسد الله الغالب
تعليقات
إرسال تعليق