شبهة سلفية هزيلة جدا ولكن أجبت عنها من باب أنها قد تنطلي على بعض:
وقد أشكل بعض السلفية على احتجاجنا بالآية المباركة{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ }التحريم10
من أنه ليس بالضرورة إن تكون كل أزواج النبي من الخيرات البررة فقد تكون من الخائنات في الدين بل وقد يكون مصيرها إلى النار كما في الآية المباركة السابقة ... بأن مفردة الزوج ـ الزوجة ـ لا تكون إلا للصالحة أو عند وجود الانسجام الكامل التام دينيا ونفسيا واجتماعيا ...وامرأة لمن اختل بينهما أحد ذلك
وللجواب على هذه الشبهة :
أولا : هذا كلام يحتاج إلى دليل ولا دليل .
ثانيا : يرده قول الله تعالى { وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) }
ويرده مثلا هذه الرواية
صحيح مسلم المؤلف : مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي عدد الأجزاء : 5
مع الكتاب : تعليق محمد فؤاد عبد الباقي [ جزء 3 - صفحة 1376 ] ( قال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجتئما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما نورث ما تركنا صدقة ) فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبا بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا ) إذ لا يجرأ أحد أن يقول أن عمر هنا أراد بعبارة ( ميراث امرأته ) أن يقول أن الزهراء عليها السلام كافرة أو .... مما لا يصح وعمر عربي فيما ترون وكلامه من شواهد العربية
والراجع للاستعمالات العربية لذلك لا يرتاب في دقة ما أقول وفساد ما يدعى ومن الشواهد مثلا على فساد هذا الزعم :
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }التحريم11
فقال الله ـ امرأة فرعون ـ وهي من النساء الكاملات
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }آل عمران35
فلم يقل الله زوج عمران على الرغم من أنها من المرضيات الفضلاء الطاهرات الخيرات
وكقوله تعالى : ( وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ )
الجامع الصحيح المختصر المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق عدد الأجزاء : 6 مع الكتاب : تعليق د. مصطفى ديب البغ [ جزء 5 - صفحة 2123 ]
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سمعت سهلا يقول : أتى أبو أسيد الساعدي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه فكانت امرأته خادمهم وهي العروس قال أتدرون ما سقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أنقعت له تمرات من الليل في تور ).
أبو أسيد صحابي وامرأته صحابية ومتوافقون دينا ونفسيا ... فكيف قال امرأته ؟! أم أنهم أعاجم ؟!
والقول أن مفردة زوج أو زوجة للمسلمة الصالحة فيرده مثلا قوله تعالى : {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ }الصافات22 فالأزواج هنا متوافقون دينا ونفسيا ...فهل القرآن الكريم أعجميا ؟!
وعلى الرغم من التوافق التام والانسجام الكامل بين هذين الزوجين ( أبو لهب وامرأته ) دينيا ونفسيا... وقد نزلت فيهم هذه السورة ( كاملة ) تبين عن مدى الانسجام إلا أنه لم يعبر عنهما بالزوجية بل بـ ( امرأته ) :بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (2) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (3) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (4) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (5) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (6) } فهل لم يكن القرآن الكريم دقيقا في التعبير ؟!
والبعض يفهم من مفردة الزوج المواقف بين الزوجين في جميع الأمور ( الدين والنفسية والطبائع والمحبة ...وجود النتاج ) وهذ فاسد بدليل :
أين الموافقة وهو يستبدلها ويعافها { وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } وقوله تعالى { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ } وقد كانت العلقة والعلاقة بين زيد وزوجته سيئة جدا ولم يكون بينهما أولاد وكذا قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ } فأين التوافق النفسي هنا ؟
والطريف ما استدلوا به
قال ( ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" و "امرأة "
ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام ، أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة .عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة " ، قال تعالى على لسان زكريا : وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا " . وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ،فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى : قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء " .وحكمة إطلاق كلمة "امرأة " على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ، رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية .ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما ، كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف "النسلي " من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع بيولوجي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب ،فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة .ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر ، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ،ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة " .وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ، وولدت لزكريا ابنه يحيى ،فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة " ، وإنما أطلق عليها كلمة "زوج " ،لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة . قال تعالى : "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ " .والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة " زكريا في القرآن ،
لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج " وليست مجرّد امرأته ) .
أقول ـ أسد الله الغالب ـ هذا يضركم ولا ينفعكم في أمر عائشة وحفصة فإنهما لم ينجبا ولم يلدا وقد عبر عن عائشة بامرأة !
المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤلف: مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ) المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت عدد الأجزاء: 5 (4 / 1889) 44 - كتاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ 13 - بَابٌ فِي فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا ح79 - (2438) حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ، جَمِيعًا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ - وَاللَّفْظُ لِأَبِي الرَّبِيعِ -، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ، يُمْضِهِ " ) والجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) الطبعة: الأولى، 1422هـ عدد الأجزاء: 9(5 / 56) كِتَابُ المَنَاقِبِ ـ بَابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ، وَقُدُومِهَا المَدِينَةَ، وَبِنَائِهِ بِهَاح3895
فهل كان الخلاف بين النبي الأعظم وعائشة في الدين أم فالدنيا أم فيهما ؟!
وربما هذه يؤيد ذلك
سنن ابن ماجه المؤلف: ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (المتوفى: 273هـ) تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء الكتب العربية - فيصل عيسى البابي الحلبي عدد الأجزاء: 2 (1 / 649) كِتَابُ النِّكَاحِ ـ بَابٌ فِي الْمَرْأَةِ تُؤْذِي زَوْجَهَا ح 2014 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ، قَاتَلَكِ اللَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ، أَوْشَكَ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا " [حكم الألباني] صحيح ).
فهل مقصدكم بهذا الكلام عائشة وحفصة مثلا أم ماذا ؟
النبي الأعظم يقضي يومه غضبانا من عائشة فما جزاؤها يا بخاري ومسلم ؟ وقد غضب عليها مرة فهجرها شهرا قوية والله !
http://www.room-alghadeer.net/vb/sho...E6%CC%CF%CA%E5
ما حكم من يدعو على السيدةعائشة بقطع يديها ؟!
http://www.room-alghadeer.net/vb/showthread.php?t=418&highlight=%DA%C7%C6%D4%C9
ولا سيرة عائشة تساعد على القول بوجود أي انسجام
http://www.room-alghadeer.net/vb/showthread.php?t=26786
ثم النبي الأعظم طلق زوجته حفصة
http://www.room-alghadeer.net/vb/showthread.php?t=23587
تابع لأبحاث أسد الله الغالب
تعليقات
إرسال تعليق