هل يجوز الزواج بمن دخل بها النبي الأعظم وقد ارتدت؟
جامع البيان عن تأويل آي القرآن المؤلف: أبو جعفر، محمد بن جرير الطبري توزيع: دار التربية والتراث - مكة المكرمة (20/ 316) ( وذكر أن ذلك نزل في رجل كان يدخل قبل الحجاب، قال: لئن مات محمد لأتزوجن امرأة من نسائه سماها، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) .
* ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ) قال: ربما بلغ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن الرجل يقول: لو أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم توفي تزوجت فلانة من بعده، قال: فكان ذلك يؤذي النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ؛ فنزل القرآن(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ...) الآية .حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا داود، عن عامر أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مات، وقد ملك قيلة بنت الأشعث، فتزوجها عكرِمة بن أبي جهل بعد ذلك، فشق على أَبي بكر مشقة شديدة، فقال له عمر: يا خليفة رسول الله إنها ليست من نسائه إنها لم يخيرها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ولم يحجبها، وقد برأها منه بالردة التي أرتدت مع قومها، فاطمأن أَبو بكر وسكن حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا داود عن عامر، أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم توفي وقد ملك بنت الأشعث بن قيس ولم يجامعها، ذكر نحوه)(1)
تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي [ 700 -774 هـ ] المحقق : سامي بن محمد سلامة الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة : الثانية (ج 6 / ص 455)( وقوله: { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا } : قال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن أبي حماد، حدثنا مهْرَان، عن سفيان، عن داود بن أبي هند، عن عِكْرِمة، عن ابن عباس في قوله تعالى: { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ } قال: نزلت في رَجُل هَمّ أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم. قال رجل لسفيان: أهي عائشة؟ قال: قد ذكروا ذاك. وكذا قال مقاتل بن حَيَّان، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وذكر بسنده عن السدي أن الذي عزم على ذلك طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه، حتى نزل التنبيه على تحريم ذلك؛ ولهذا أجمع العلماء قاطبة على أن من توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه أنه يحرم على غيره تزويجها من بعده؛ لأنهن أزواجه في الدنيا والآخرة وأمهات المؤمنين، كما تقدم. واختلفوا فيمن دخل بها ثم طلقها في حياته هل يحل لغيره أن يتزوجها؟ على قولين، مأخذهما: هل دخلت هذه في عموم قوله: { مِنْ بَعْدِهِ } أم لا؟ فأما من تزوجها ثم طلقها قبل أن يدخل بها، فما نعلم في حلها لغيره -والحالة هذه -نزاعا، والله أعلم.وقال ابن جرير: حدثني [محمد] بن المثنى، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا داود، عن عامر؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم مات وقد ملك قيلة بنت الأشعث -يعني: ابن قيس -فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بعد ذلك، فشق ذلك على أبي بكر مشقة شديدة، فقال له عمر: يا خليفة رسول الله، إنها ليست من نسائه، إنها لم يُخَيّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحجبها، وقد برأها الله منه بالردة التي ارتدت ) (2).
السؤال:
إن كانت ليست زوجة وقد ارتدت فكيف جاز للصحابي عكرمة بن أبي جهل الزواج بها ؟
فإن قال قائل أنها أسلمت فيما بعد وحسن إسلامها ...فلعمري الطامة وقتئذ أعظم فإن كان جاز في حق الصحابي الارتداد فكيف ما هو دونه ؟! وعليه تكون قاعدة عدالة الصحابة خرافة فأيهما تختارون والحال أنه كما يقول الشاعر
وقال أصيحابي الفرار أو الردى ... فقلت هما أمران أحلاهما مر
التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ) الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة: الطبعة الأولى 1419هـ. 1989م. عدد الأجزاء: 4 (3 / 296)( أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ دَاوُد ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْصُولًا ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَالضِّيَاءُ مِنْ طَرِيقِهِ فِي الْمُخْتَارِ : { أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ قُتَيْلَةَ بِنْتَ قَيْسٍ أُخْتَ الْأَشْعَثِ ، طَلَّقَهَا قَبْلَ الدُّخُولِ ، فَتَزَوَّجَهَا عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ إنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نِسَائِهِ ، لَمْ يَحُزْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ بِالرِّدَّةِ } .وَكَانَتْ قَدْ ارْتَدَّتْ مَعَ قَوْمِهَا ثُمَّ أَسْلَمَتْ ، فَسَكَنَ أَبُو بَكْرٍ) .
ــــــــــــــــــــــــــ الهامش ـــــــــــــــــــــــــــ
1ـ تفسير القرآن العظيم المؤلف: ابن كثير المحقق: حكمت بن بشير بن ياسين (اختصر عمل الشيخ أبي إسحاق الحويني من أول الكتاب إلى الآية 141 من سورة البقرة (وهو جـ 1 هذه الطبعة) ثم أكمل تحقيق الكتاب) الناشر: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع – السعودية الطبعة: الأولى (6/ 224)
إمتاع الأسماع بما للنبي صلى الله عليه وسلم من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع المؤلف: تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد المقريزي تحقيق وتعليق: محمد عبد الحميد النميسي الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى (10/ 259)
البحر المديد في تفسير القرآن المجيد المؤلف: أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الأنجري الفاسي الصوفي المحقق: أحمد عبد الله القرشي رسلان الناشر: الدكتور حسن عباس زكي - القاهرة (4/ 455)
الأساس في التفسير المؤلف: سعيد حوّى الناشر: دار السلام – القاهرة الطبعة: الأولى (8/ 4475) (18/ 103)
وَا مُحَمَّدَاهُ {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} المؤلف: أبو التراب سيد بن حسين بن عبد الله العفاني الناشر: دار العفاني، مصر الطبعة: الأولى (4/ 481)
الكشف والبيان عن تفسير القرآن المؤلف: أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي أشرف على إخراجه: د. صلاح باعثمان، د. حسن الغزالي، أ. د. زيد مهارش، أ. د. أمين باشه تحقيق: عدد من الباحثين (21) مثبت أسماؤهم بالمقدمة أصل التحقيق: رسائل جامعية (غالبها ماجستير) لعدد من الباحثين الناشر: دار التفسير، جدة - المملكة العربية السعودية الطبعة: الأولى (21/ 535)
2ـ معرفة الصحابة المؤلف: أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني تحقيق: عادل بن يوسف العزازي الناشر: دار الوطن للنشر، الرياض الطبعة: الأولى (6/ 3246)ح7482 ونهاية المطلب في دراية المذهب المؤلف: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، أبو المعالي، ركن الدين، الملقب بإمام الحرمين حققه وصنع فهارسه: أ. د/ عبد العظيم محمود الدّيب الناشر: دار المنهاج الطبعة: الأولى (12/ 22) وتفسير مبهمات القرآن «الموسوم بصلة الجمع وعائد التذييل لموصول كتابي الإعلام والتكميل»المؤلف: أبو عبد الله محمد بن علي البلنسي دراسة وتحقيق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان الطبعة: الأولى (2/ 376) والبدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير المؤلف: ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري المحقق: مصطفى أبو الغيط وعبد الله بن سليمان وياسر بن كمال الناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض-السعودية الطبعة: الاولى، (7/ 487) وتفسير القرآن العظيم المؤلف: ابن كثير المحقق: حكمت بن بشير بن ياسين (اختصر عمل الشيخ أبي إسحاق الحويني من أول الكتاب إلى الآية 141 من سورة البقرة (وهو جـ 1 هذه الطبعة) ثم أكمل تحقيق الكتاب) الناشر: دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع – السعودية الطبعة: الأولى (6/ 224) والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة: الطبعة الأولى (3/ 296) والتمييز في تلخيص تخريج أحاديث شرح الوجيز المشهور بـ التلخيص الحبيرالمؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني المحقق: الدكتور محمد الثاني بن عمر بن موسى الناشر: دار أضواء السلف الطبعة: الأولى (5/ 2220)ح[4712] ونزهة المجالس ومنتخب النفائس المؤلف: عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري الناشر: المطبعه الكاستلية – مصر (2/ 145) والأساس في التفسير المؤلف: سعيد حوّى الناشر: دار السلام – القاهرة الطبعة: الأولى (8/ 4475)
تابع لبحوث أسد الله الغالب
تعليقات
إرسال تعليق